و هذا القسم ينقسم قسمين العلم بأسماء صفات المعاني مثل الحي و هو اسم يطلب ذاتا موصوفة بالحياة و العلم يسمى الموصوف به عالما و القادر للموصوف بالقدرة و المريد للموصوف بالإرادة و السميع و البصير و الشكور للموصوف بالسمع و البصر و الكلام و هذه كلها معان قائمة بالموصوف أو نسب على خلاف ينطلق عليه منها أسماء و لها أحكام في الموصوف بها و تلك الأسماء و إن كانت تدل على ذات موصوفة بصفة تسمى علما و قدرة و لكن لها مراتب كمن قام به العلم يسمى عالما و عليما و علاما و خبيرا و محصيا و محيطا هذه كلها أسماء لمن وصف بالعلم و لكن مدلول كونه عالما خلاف مدلول كونه عليما و خبيرا يفهم من ذلك ما لا يفهم من العالم فإن عليما للمبالغة فيفهم منه ما لا يفهم من العالم فإن من يعلم أمرا ما من المعلومات يسمى عالما و لا يسمى عليما و لا علاما إلا إذا تعلق علمه بمعلومات كثيرة و خبير التعلق العلم بعد الابتلاء قال تعالى ﴿وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّٰى نَعْلَمَ﴾ [محمد:31] و كذا المحصي يتعلق بحصر المعلومات من وجه يصح فهو تعلق خاص يطلبه العلم و كذلك المحيط له تعلق خاص و هو العلم بحقائق المعلومات الذاتية و الرسمية و اللفظية و ما يتناهى منها إنه متناه و ما لا يتناهى منها إنه غير متناه فقد أحاط به علما إنه لا يتناهى فإن هنا زلت طائفة كبيرة من أهل العلم و هكذا تأخذ جميع الصفات كالقادر و المقتدر و القاهر كل ذلك تطلبه القدرة و بين هذه الأسماء فرقان و إن كانت الصفة الواحدة تطلبها فإن القاهر في مقابلة المنازع و القهار في مقابلة المنازعين و القادر في مقابلة القابل للأثر فيه مع كونه معدوما في عينه ففيه ضرب من الامتناع و هي مسألة مشكلة لأن تقدم العدم للممكن قبل وجوده لا يكون مرادا و لا هو صفة نفسية للممكن فهذا هو الإشكال فينبغي أن يعلم و المقتدر لا يكون إلا في حال تعلق القدرة بالمقدور لأنه تعمل في تعلق القدرة بالمقدور لإيجاد عينه كالمكتسب و الكاسب فقد بان لك الفرقان بين الأسماء و إن كانت تطلب صفة واحدة و لكن بوجوه مختلفة إذ لا يصح الترادف في العالم لأن الترادف تكرار و ليس في الوجود تكرار جملة واحدة للاتساع الإلهي فاعلم ذلك و ما وجدنا في الشرع للكلام اسما إلهيا إلا الشكور و المجيب فالكلام ما وجدنا اسما من لفظ اسمه في الشرع و كذلك الإرادة ليس لها اسم في علمي من لفظ اسمهما غير أن من أسمائها من جهة معناها أسماء الأفعال فإنه قال ﴿فَعّٰالٌ لِمٰا يُرِيدُ﴾ [هود:107]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية