﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ﴾  [البقرة:255] علمه  ﴿اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ﴾  [البقرة:33] العلو و السفل  ﴿وَ لاٰ يَؤُدُهُ﴾  [البقرة:255] يثقله  ﴿حِفْظُهُمٰا﴾  [البقرة:255] لأنه حفظ ذاتي معنوي و إمداد غيبي و خلق دائم في سفل و علو  ﴿وَ هُوَ﴾  [البقرة:29] ضمير غيب  ﴿اَلْعَلِيُّ﴾  [البقرة:32] بغناه عن خلقه من ذاته  ﴿اَلْعَظِيمُ﴾  [البقرة:105] في قلوب العارفين بجلاله فله الهيبة فيها فهي آية ذكر اللّٰه فيها ما بين اسم ظاهر و مضمر في ستة عشر موضعا من هذه الآية لا تجد ذلك في غيرها من الآيات منها خمسة أسماء ظاهرة اللّٰه الحي القيوم العلي العظيم و منها تسعة ضميرها ظاهر فهي مضمرة في الظاهر و منها اثنان مضمران في الباطن لا عين لها في الظاهر و هما ضمير العلم و المشيئة و كذلك علمه و مشيئته لا يعلمها إلا هو فلا يعلم أحد ما في علمه و لا ما في مشيئته إلا بعد ظهور المعلوم بوقوع المراد لا غير فلذلك لم يظهر الضمير فيها 
[اختيار يس من القرآن]
 و أما اختياره يس من القرآن فلأنها قلب القرآن و من قرأها كان كمن قرأ القرآن عشر مرات و القلب أشرف ما في الصورة الصادية كذلك السورة السينية و هي المنزلة و لها من الأبراج بيت شرف الشمس و هو برج الأولية زمان الربيع إقبال النشء و ظهور البدء و ابتداء زينة عالم الطبيعة و تلطيف بخارات الأنفاس التي كثفها زمان الشتاء لبرودة الجو كان يعطي الجمد في البخارات الخارجة من المتنفسين عند ما تخرج يكثفها ثم يردها ما و هو ما تجد في يديك إذا تنفست فيه في زمان الشتاء من النداوة و له الشئون الإلهية التي لا يزال في كل نفس فيها جل جلاله 
[اختيار القرآن من الكلام الإلهي]
 و أما اختياره من الكلام القرآن و هو الذي له صفة الجمع و في الجمع عين الفرقان إذ الجمع دليل الكثرة  و الكثرة آحاد فهي عين الافتراق في عين الجمع فهو الفرقان القرآن 
[اختيار لا إله إلا اللّٰه من بين الأذكار]
 و أما اختياره لا إله إلا اللّٰه فإنه ذكر عم النفي و الإثبات و ليس ذلك لغيره من الأذكار 
[اختيار الرضا من بين الأحوال]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية