فشرع اللّٰه لها في الدنيا المباح فلا تنظر إليها الصورة الإلهية إلا في وقت تصرفها في المباح و هو أرفع أحوال النفس في الدنيا فإنه من الحياة الأخرى التي لا تحجير فيها فإذا انتقلت من المباح إلى مكروه أو مندوب أعرضت الصورة عن المكلف قليلا و نأت بجانبها مع بعض التفات إليها فإذا انتقلت إلى محظور أو فعل واجب أسدلت الحجاب و أعرضت بالكلية عن ذلك المكلف فلما رأى ذلك من كلفها و حجر عليها و هو اللّٰه تعالى أوجب على نفسه ما أوجبه مثل قوله ﴿كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾ [الأنعام:54] و ﴿كٰانَ حَقًّا عَلَيْنٰا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الروم:47] فرفع الحجاب و نظرت الصورة إلى كل واحد في كل حال من أحوال الأحكام
[الوجوب على اللّٰه و تعلق العلم الإلهي بالمعلومات]
فانظر يا ولي ما ألطف اللّٰه و ما أرأفه بعباده حيث شرك نفسه معهم في حكم الوجوب و ما أسقط الوجوب عنهم بل أدخل نفسه معهم فيه إذ قد اتصفوا به ابتداء فلو أزاله عنهم لم يقم عندهم مقام إدخال نفسه معهم فيه أي ذقنا ما ذوقناكم هذا و غاية اللطف في الحكم و التنزل الإلهي كما نزل معهم في العلم المستفاد إذ كان علمهم مستفادا فقال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية