﴿وَ مٰا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ رَمىٰ﴾ [الأنفال:17] و قوله ﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لٰكِنَّ اللّٰهَ قَتَلَهُمْ﴾ [الأنفال:17] و قوله ﴿مٰا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهٰا قٰائِمَةً عَلىٰ أُصُولِهٰا فَبِإِذْنِ اللّٰهِ﴾ [الحشر:5]
[الإذن الإلهي هو الأمر الإلهي]
و الأذن الأمر الإلهي أمر بعض الشجر أن تقوم فقامت و أمر بعض الشجر أن تنقطع فانقطعت بإذن اللّٰه لا بقطعهم و بإذن اللّٰه لا بتركهم مع كونهم موصوفين بالقطع و الترك فإنه لا يناقض إذن اللّٰه فإن إذن اللّٰه لها في هذه الصورة كالاستعداد في الشيء فالشجرة مستعدة للقطع فقبلته من القاطع فقوله ﴿فَبِإِذْنِ اللّٰهِ﴾ [آل عمران:166] يعني للشجرة كقوله ﴿فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي﴾ [المائدة:110] فالنفخ من عيسى لوجود الروح الحيواني إذ كان النفخ أعني الهواء الخارج من عيسى هو عين الروح الحيواني فدخل في جسم هذا الطائر و سرى فيه إذ كان هذا الطائر على استعداد يقبل الحياة بذلك النفس كما قبل العجل الحياة مما رمى فيه السامري فطار الطائر بإذن اللّٰه كما خار عجل السامري بإذن اللّٰه و لهذا قال ﴿وَ لِيُخْزِيَ الْفٰاسِقِينَ﴾ [الحشر:5]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية