﴿يَعْلَمُونَ ظٰاهِراً مِنَ الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَ هُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غٰافِلُونَ﴾ [الروم:7] أ لا ترى ما هو محال لنفسه هل يقبل شيئا مما يقبله الممكن فبنفسه تمكن منه الواجب الوجود بالإيجاد فأوجده و هذه هي الإعانة الذاتية أ لا ترى الحجر إذا رميت به علوا فيقال إن حركته نحو العلو قهرية لأن طبيعته النزول إما إلى الأعظم و إما إلى المركز فلو لا أن طبيعته تقبل الصعود علوا بالقهر لما صعد فما صعد إلا بطبعه أيضا مع سبب آخر عارض ساعده الطبع بالقبول لما أراد منه
[ما من موجود ممكن إلا و هو مرتبط بنسبة إلهية]
فالقبضة على الحقيقة قوله ﴿إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ﴾ [فصلت:54] و من أحاط بك فقد قبض عليك لأنه ليس لك منفذ مع وجود الإحاطة و إلا فليست إحاطة و ما هو محيط و صورة ذلك أنه ما من موجود سوى اللّٰه من الممكنات إلا و هو مرتبط بنسبة إلهية و حقيقة ربانية تسمى أسماء حسني فكل ممكن في قبضة حقيقة إلهية فالكل في القبضة
[القبضة تحتوي على المقبوض بأربعة عشر فصلا و خمسة أصول]
و اعلم أن القبضة تحتوي على المقبوض بأربعة عشر فصلا و خمسة أصول عن هذه الأربعة عشر فصلا ظهر نصف دائرة الفلك و هي أربع عشرة منزلة و في الغيب مثلها و هذه الفصول تحوي جميع الحروف إلا حرف الجيم فإنها تبرأت منه دون سائر الحروف و ما علمنا لما ذا و ما أدري هل هو مما يجوز أن يعلم أم لا فإن اللّٰه تعالى ما نفث في روعنا شيئا و لا رأيته لغيرنا و لا ورد في النبوات فرحم اللّٰه عبدا وقف عليه فألحقه في هذا الموضع من كتابي هذا و ينسب ذلك إليه لا إلي فتحصل الفائدة بطريق الصدق حتى لا يتخيل الناظر فيه أن ذلك مما وقع لي بعد هذا فإن فتح علي به حينئذ أذكره أنه لي فإن الصدق في هذا الطريق أصل قاطع لا بد منه و لا حظ له في الكذب
[الأصول الخمسة متفاضلة في الدرجات]
و هذه الخمسة الأصول متفاضلة في الدرجات فأعلاها و أعمها هو العلم و هو الأصل الوسط و عن يمينه أصلان الحياة و القدرة و عن يساره أصلان الإرادة و القول و كل أصل فله ثلاثة فصول إلا أصل القدرة فإن له فصلين خاصة و إنما سقط عنه الفصل الثالث لأن اقتداره محجور غير مطلق و هو قول العلماء و ما لم يشأ أن يكون أن لو شاء أن يكون لكان كيف يكون فعلق كونه بلو فامتنع عن نفوذ الاقتدار عليه لسبب آخر فلم يكن له النفوذ و هذا موضع إبهام لا يفتح أبدا
[الأمور المبهمة وجودها في العالم و مصدرها]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية