﴿وَ مٰا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّٰ لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات:56] فعلل فيعبدوه لكونه أنعم عليهم بالإيجاد لكمال مرتبة العلم و الوجود من حيث من ذكر من الأجناس فاعلم ذلك لا لكمال مرتبة الوجود و المعرفة من غير هذا التقييد فإن ذلك يكفي فيه خلق محدث واحد و إيجاد العلم المحدث فيه المتعلق بالله و الكون و لكن لما كانت الأجناس منحصرة عند اللّٰه و أوجدها كلها و بقي هذان الجنسان أوقع الإخبار عنهما بما ذكر فشرحناه بما يعطيه الحال المقصودة لخالقهما تعالى بهما انتهى الجزء الثامن و الثمانون (بسم اللّٰه الرحمن الرحيم)
(السؤال الثاني عشر و مائة)ما صفات ملك الضياء
الجواب قال تعالى في القرآن إنه ﴿ضِيٰاءً وَ ذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ﴾ [الأنبياء:48] فكلما أضاء بالقرآن فهو ملك الضياء و كذلك جعل الشمس ضياء فكلما أضاء بالشمس في الدنيا و يوجد به عينه فهو من ملك الضياء و كل نور أعطى ضياء فهو من ملك الضياء مما لا يقابله معطي الضياء بنفسه أي نوع كان من الأنوار فضياؤه هو الضوء الذي لا يكون معه الحجاب عما يكشفه و النور حجاب
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية