الضمير يعود على اللّٰه من لله و الأول خبر الضمير الذي هو المبتدأ و هو في موضع الصفة لله و مسمى اللّٰه إنما هو من حيث المرتبة و أول مظهر ظهر القلم الإلهي و هو العقل الأول و العين ما كانت مظهرا إلا بظهور الحق فيها فهي أول و الكلام في الظاهر في المظهر لأن به يتميز
[الأول هو اللّٰه و العقل حجاب عليه]
فالأول هو اللّٰه و العقل حجاب عليه و مجن تتوالى الصفات عليه و لما كانت الأعيان كلها من كونها مظاهر نسبتها إلى الألوهية نسبة واحدة من حيث ما هي مظاهر تسمى بالآخر فهو الآخر آخرية الأجناس لا آخرية الأشخاص و هو الأول بأولية الأجناس و أولية الأشخاص لأنه ما أوجد إلا عينا واحدة و هو القلم أو العقل كيفما شئت سميته و لما كان العالم له الظهور و البطون من حيث ما هو مظاهر كان هو سبحانه الظاهر لنسبة ما ظهر منه و الباطن لنسبة ما بطن منه ﴿وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [البقرة:29] شيئية الأعيان و شيئية الوجود من حيث أجناسه و أنواعه و أشخاصه فقد تبين أن بدأه عين وجود العقل الأول «قال النبي صلى اللّٰه عليه و سلم أول ما خلق اللّٰه العقل» و هو الحق الذي خالق به السموات و الأرض و قد مشى معنا هذا في سؤاله في العدل في السؤال الثامن و العشرين من هذه السؤالات
(السؤال التسعون)أي شيء فعله في الخلق
الجواب إن كان قوله في الخلق من كونهم مقدرين فالإيجاد و هو حال الفعل و إن كان قوله في الخلق من كونهم موجودين فحال الفناء
[الإنسان مخلوق على الصورة]
و ذلك أن اللّٰه تعالى قال للإنسان ﴿أَ وَ لاٰ يَذْكُرُ الْإِنْسٰانُ أَنّٰا خَلَقْنٰاهُ مِنْ قَبْلُ﴾ [مريم:67] أي قدرناه ﴿وَ لَمْ يَكُ شَيْئاً﴾ [مريم:67] نبهه على أصله فأنعم عليه بشيئية الوجود و هو عين وجود الظاهر فيه و إنما خاطب الإنسان وحده لأنه المعتبر الذي وجد العالم من أجله و إلا فكل ممكن بهذه المنزلة هذا الذي تعطيه نشأته لكونه مخلوقا على الصورة الإلهية و أنه مجموع حقائق العالم كله فإذا خاطبه فقد خاطب العالم كله و خاطب أسماءه كلها و أما الوجه الآخر الذي ينبغي أيضا أن يقال و هو دون هذا في كونه مقصودا بالخطاب و ذلك أنه ما ادعى أحد الألوهية سواه من جميع المخلوقات و أعصى الخلائق إبليس و غاية جهله إنه رأى نفسه خيرا من آدم لكونه من نار لاعتقاده أنه أفضل العناصر و غاية معصيته أنه أمر بالسجود لآدم فتكبر في نفسه عن السجود لآدم لما ذكرناه و أبى فعصى اللّٰه في أمره فسماه اللّٰه كافرا فإنه جمع بين المعصية و الجهل و الإنسان ادعى أنه الرب الأعلى فلهذا خص بالخطاب في قوله ﴿أَ وَ لاٰ يَذْكُرُ الْإِنْسٰانُ﴾ [مريم:67] فلذا قلنا الفناء أي أحاله على هذه الصفة أن يكون مستحضرا لها
[الفعل الإلهي الخاص بكل مخلوق]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية