نبوة خاصة نبوة تشريع ﴿يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلىٰ مَنْ يَشٰاءُ مِنْ عِبٰادِهِ﴾ [غافر:15] مثل ذلك ﴿لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاٰقِ يَوْمَ هُمْ بٰارِزُونَ﴾ نبوة تشريع لا نبوة عموم ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ﴾ فالإنذار مقرون أبدا بنبوة التشريع و لهذه النبوة هي تلك الأجزاء التي سأل عنها و التي وردت في الأخبار
[النبوة العامة]
و أما النبوة العامة فاجزاؤها لا تنحصر و لا يضبطها عدد فإنها غير مؤقتة لها الاستمرار دائما دنيا و آخرة و هذه مسألة أغفلها أهل طريقنا فلا أدري عن قصد منهم كان ذلك أو لم يوقفهم اللّٰه عليها أو ذكروها و ما وصل ذلك الذكر إلينا و اللّٰه أعلم بما هو الأمر عليه و لقد حدثني أبو البدر التماشكي البغدادي رحمه اللّٰه عن الشيخ بشير من ساداتنا بباب الأزج عن إمام العصر عبد القادر أنه قال معاشر الأنبياء أوتيتم اللقب و أوتينا ما لم تؤتوا فأما قوله أوتيتم اللقب أي حجر علينا إطلاق لفظ النبي و إن كانت النبوة العامة سارية في أكابر الرجال و أما قوله و أوتينا ما لم تؤتوا هو معنى قول الخضر الذي شهد اللّٰه تعالى بعدالته و تقدمه في العلم و أتعب الكليم المصطفى المقرب موسى عليه السلام في طلبه مع العلم بأن العلماء يرون أن موسى أفضل من الخضر «فقال له يا موسى أنا على علم علمنيه اللّٰه لا تعلمه أنت» فهذا عين معنى قوله أوتينا ما لم تؤتوا و إن أراد رضي اللّٰه عنه بالأنبياء هنا أنبياء الأولياء أهل النبوة العامة فيكون قد صرح بهذا القول إن اللّٰه قد أعطاه ما لم يعطهم فإن اللّٰه قد جعلهم فاضلا و مفضولا فمثل هذا لا ينكر
(السؤال الرابع و الثمانون)كم أجزاء الصديقية
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية