[سعى العمل الذي هو الحق]
فأما سعى العمل الذي هو حق فالعمل يطلب الأجر بنفسه ليجود به على عامله و العامل هنا ما يعطي حقيقته قبول الأجر و لا بد من الأجر فيكون إذا الأجر الثناء لا غير فإنه يقبل الثناء هذا العامل الذي هو حق و لا يقبل القصور و لا الحور و لا الولدان و لا التجليات فإن كان العمل مما يتضمن الحسن و القبح أو لا حسن و لا قبح فلا يضاف العمل إلى هذا العامل من حيث ما هو محكوم عليه بحسن أو قبح أو لا حسن و لا قبح بل يضاف إليه معرى عن الحكم بنفي أو إثبات و صاحبه أكمل الناس نعيما في الجنة و لذة و أرفعهم درجة و ما له من الجنات من حيث هذا العمل سوى جنة عدن و العمل يطلب نصيبه في جميع الجنان من حيث ما هو عمل لا غير فيعود به على صاحبه بل يكون له مركبا إلى كل درجة في جميع الجنات و هو المراد بقوله تعالى عنه ﴿نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشٰاءُ﴾ [الزمر:74] إلى هنا و قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية