إليه ﴿بِإِذْنِهِ مٰا يَشٰاءُ﴾ [الشورى:51] اللّٰه تعالى مما أمره أن يوحى به إليه فقوله ﴿إِلاّٰ وَحْياً﴾ [الشورى:51] يريد هنا إلها ما بعلامة يعلم بها أن ربه كلمه حتى لا يلتبس عليه الأمر ﴿أَوْ مِنْ وَرٰاءِ حِجٰابٍ﴾ [الشورى:51] يريد إسماعه إياه لحجاب الحروف المقطعة و الأصوات كما سمع الأعرابي القرآن المتلو الذي هو كلام اللّٰه أو حجاب الآذان أيضا من السامع أو حجاب بشريته مطلقا فيكلمه في الأشياء كما كلم موسى ﴿مِنْ جٰانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ﴾ [مريم:52] ... ﴿فِي الْبُقْعَةِ الْمُبٰارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يٰا مُوسىٰ إِنِّي أَنَا اللّٰهُ﴾ [القصص:30] فوقع الحد بالجهة و تعين البقعة لشغله بطلب النار الذي تقتضيه بشريته فنودي في حاجته لافتقاره إليها و اللّٰه قد أخبر أن الناس فقراء إلى اللّٰه فتسمى اللّٰه في هذه الآية باسم كل ما يفتقر إليه غيرة إلهية أن يفتقر إلى غير اللّٰه فتجلى اللّٰه له في عين صورة حاجته فلما جاء إليها ناداه منها فكان في الحقيقة فقره إلى اللّٰه و الحجاب وقع بالصورة التي وقع فيها التجلي فلو لا ما ناداه ما عرفه و في مثل هذا يقع التجلي الإلهي في الآخرة الذي يقع فيه الإنكار و قوله إنه على أي عليم بما تقتضيه المراتب التي ذكرها و أنزلها منزلتها و قوله حكيم يريد بإنزال ما علمه منزلته و لو بدل الأمر لما عجز عن ذلك و لكن كونه عليا حكيما يقضي بأن لا يكون الأمر إلا كما وقع و لما أخبر نبيه بهذه المراتب كلها التي تطلبها البشرية قال له و كذلك أي و مثل ذلك
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية