[الأولياء المشفقون]
و من الأولياء أيضا المشفقون من رجال و نساء رضي اللّٰه عنهم تولاهم اللّٰه بالإشفاق من خشية ربهم قال تعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ﴾ [المؤمنون:57] يقال أشفقت منه فإنا مشفق إذ حذرته قال تعالى ﴿مِنْ عَذٰابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ إِنَّ عَذٰابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ﴾ أي حذرون من عذاب ربهم غير آمنين يعني وقوعه بهم و لا يقال أشفقت منه إلا في الحذر و يقال أشفقت عليه إشفاقا من الشفقة و الأصل واحد أي حذرت عليه فالمشفقون من الأولياء من خاف على نفسه من التبديل و التحويل فإن أمنه اللّٰه بالبشرى مع إشفاقه على خلق اللّٰه مثل إشفاق المرسلين على أممهم و من بشر من المؤمنين و هم قوم ذوو كبد رطبة لهم حنان و عطف إذا أبصروا مخالفة الأمر الإلهي من أحد ارتعدت فرائصهم إشفاقا عليه إن ينزل به أمر من السماء و من كان بهذه المثابة فالغالب على أمره إنه محفوظ في أفعاله فلا يتصور منه مخالفة لما تحقق به من صفة الإشفاق فلما كانت ثمرة الإشفاق الاستقامة على طاعة اللّٰه أثنى اللّٰه عليهم بأنهم مشفقون للتغيير الذي يقوم بنفوسهم عند رؤية الموجب لذلك مأخوذ من الشفق الذي هو حمرة بقية ضوء الشمس إذا غربت أو إذا أرادت الطلوع
[الأولياء الموفون بعهد اللّٰه]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية