﴿هُوَ الْقٰاهِرُ فَوْقَ عِبٰادِهِ﴾ [الأنعام:18] و أمثال ذلك من صفات العظمة فمن ركع فبهذه الصفة فهي الراكعة و من تعاظم فبتلك الصفة أيضا الإلهية فهي العظيمة و الراكعون من الأولياء على هذا الحد هو ركوعهم
[الأولياء الساجدون]
و من الأولياء أيضا الساجدون من رجال و نساء رضي اللّٰه عنهم تولاهم اللّٰه بسجود القلوب فهم لا يرفعون رءوسهم لا في الدنيا و لا في الآخرة و هو حال القربة و صفة المقربين و لا يكون السجود إلا عن تجل و شهود و لهذا قال له ﴿وَ اسْجُدْ وَ اقْتَرِبْ﴾ [العلق:19] يعني اقتراب كرامة و بر و تحف كما يقول الملك للرجل إذا دخل عليه فحياه بالسجود له بين يديه فيقول له الملك ادنه ادنه حتى ينتهي منه حيث يريد من القربة فهذا معنى قوله ﴿وَ اقْتَرِبْ﴾ [الأنبياء:97] في حال السجود أعلاما بأنه قد شاهد من سجد له و أنه بين يديه و هو يقول له اقترب ليضاعف له القربة كما «قال من تقرب إلي شبرا تقربت منه ذراعا» إذا كان اقتراب العبد عن أمر إلهي كان أعظم و أتم في بره و إكرامه لأنه ممتثل أمر سيده على الكشف
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية