و مع هذا أثنى عليه بالصبر و شهد له به فقال ﴿إِنّٰا وَجَدْنٰاهُ صٰابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوّٰابٌ﴾ [ص:44] أي رجاع إلينا فيما ابتليناه به و أثنى عليه بالعبودية فلو كان الدعاء إلى اللّٰه في رفع الضر و رفع البلاء يناقض الصبر المشروع المطلوب في هذا الطريق لم يثن اللّٰه على أيوب بالصبر و قد أثنى عليه به بل عندنا من سوء الأدب مع اللّٰه أن لا يسأل العبد رفع البلاء عنه لأن فيه رائحة من مقاومة القهر الإلهي بما يجده من الصبر و قوته قال العارف إنما جوعني لأبكي فالعارف و إن وجد القوة الصبرية فليفر إلى موطن الضعف و العبودية و حسن الأدب فإن القوة لله جميعا فيسأل ربه رفع البلاء عنه أو عصمته منه أن توهم وقوعه و هذا لا يناقض الرضاء بالقضاء فإن البلاء إنما هو عين المقضي لا القضاء فيرضى بالقضاء و يسأل اللّٰه في رفع المقضي عنه فيكون راضيا صابرا فهؤلاء أيضا هم الصابرون الذين أثنى اللّٰه عليهم
[الأولياء الخاشعون]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية