﴿فَإِذٰا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي﴾ [الحجر:29] و هو ورود الحركات على هذه الحروف بعد تسويتها فتقوم نشأة أخرى تسمى كلمة كما يسمى الشخص الواحد منا إنسانا فهكذا انتشا عالم الكلمات و الألفاظ من عالم الحروف فالحروف للكلمات مواد كالماء و التراب و النار و الهواء لإقامة نشأة أجسامنا ثم نفخ الروح فيه الامري فكان إنسانا كما قبلت الرياح عند استعدادها نفخ الروح الامري فكان جانا كما قبلت الأنوار عند استعدادها نفخ الروح فكانت الملائكة و من الكلم ما يشبه الإنسان و هو أكثرها و منها ما يشبه الملائكة و الجن و كلاهما جن و هو أقلها كالباء الخافضة و اللام و الخافضة و المؤكدة و واو القسم و بائه و تائه و واو العطف و فائه و القاف من ق و الشين من ش و العين من عليه السّلام إذا أمرت بها من الوقاية و الوشي و الوعي و ما عدا هذا الصنف المفرد فهو أشبه شيء بالإنسان و إن كان المفرد يشبه باطن الإنسان فإن باطن الإنسان جان في الحقيقة فلما كان عالم الحركات لا يوجد إلا بعد وجود الذوات المتحركة بها و هي الكلمات المنشآت من الحروف أخرنا الكلام عليها عن فصل الحروف إلى فصل الألفاظ و لما كانت الكلمات التي أردنا أن نذكرها في هذا الباب عن جملة الألفاظ أردنا أن نتكلم في الألفاظ على الإطلاق و حصر عالمها و نسبة هذه الحركات منها بعد ما نتكلم أولا على الحركات على الإطلاق ثم بعد ذلك نتكلم على الحركات المختصة بالكلمات التي هي حركات اللسان و علاماتها التي هي حركات الخط ثم بعد ذلك نتكلم على الكلمات التي توهم التشبيه كما ذكرناه و لعلك تقول هذا العالم المفرد من الحروف الذي قبل الحركة دون تركيب كباء الخفض و شبهه من المفردات كنت تلحقه بالحروف لانفراده فإن هذا هو باب التركيب و هو الكلمات قلنا ما نفخ في باء الخفض الروح و أمثاله من مفردات من الحروف أرواح الحركات ليقوموا بأنفسهم كما قام عالم الحروف وحده دون الحركات و إنما نفخ فيه الروح من أجل غيره فهو مركب و لذلك لا يعطي ذلك حتى يضاف إلى غيره فيقال بالله و تالله و و اللّٰه لأعبدن و سأعبد ﴿اُقْنُتِي لِرَبِّكِ وَ اسْجُدِي﴾ [آل عمران:43]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية