[نحن بحمد اللّٰه يوم الجمعة و رسول اللّٰه عين الساعة التي فيها]
و لما كان الأمر على ما قررناه كان من أراد أن يصوم الجمعة يصوم يوما قبله أو يوما بعده و لا يفرده بالصوم لما ذكرناه من الشبه في صيام ذلك اليوم و قيام ليلته إذ كان ليس كمثله يوم فإنه خير يوم طلعت فيه الشمس فما أحكم علم الشرع في كونه حكم أن لا يفرد بالصوم و لا ليلته بالقيام تعظيما لرتبته على سائر الأيام و هو اليوم الذي اختلفت فيه الأمم فهدانا اللّٰه لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه فما بينه اللّٰه لأحد إلا لمحمد صلى اللّٰه عليه و سلم لمناسبته الكمالية فإنه أكمل الأنبياء و نحن أكمل الأمم و سائر الأمم و أنبيائها ما أبان الحق لهم عنه لأنهم لم يكونوا من المستعدين له لكونهم دون درجة الكمال أنبياؤهم دون محمد صلى اللّٰه عليه و سلم و أممهم دوننا في كمالنا فالحمد لله الذي اصطفانا فنحن بحمد اللّٰه يوم الجمعة و رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم عين الساعة التي فيها التي بها فضل يوم الجمعة على سائر الأيام كما فضلنا نحن بمحمد صلى اللّٰه عليه و سلم على سائر الأمم و الصوم لله من وجه التنزيه و الصوم للإنسان عبادة و موضع الاشتراك الصوم فصوم يوم الجمعة بما هو منه لله و صوم اليوم المضاف إليه بما هو للعبد منه إذ بصيام العبد صح أن يكون الصوم لله و بصيام اليوم المضاف إلى يوم الجمعة صح صوم يوم الجمعة ﴿وَ اللّٰهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [النساء:26]
(وصل في فصل صيام يوم السبت)
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية