﴿فَلاٰ تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ﴾ [ النجم:32] فأضافها إليكم أي إذا رأيتم أن أنفسكم لكم لا لي و الزكاة إنما هي حقي و أنتم أمناء عليها فإذا دعيتم فيها فتزعمون أنكم أعطيتموني ما هو لكم و إني سألتكم ما ليس لي و الأمر على خلاف ذلك فمن كان بهذه المثابة من العطاء فلا يزكي نفسه فإني ما طلبت إلا ما هو لي لا لكم حتى تلقوني فينكشف الغطاء في الدار الآخرة فتعلمون في ذلك الوقت هل كانت نفوسكم التي أوجبت الزكاة فيها لي أو لكم حيث لا ينفعكم علمكم بذلك و لهذا قال ﴿فَلاٰ تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ﴾ [ النجم:32] فأضاف النفوس إليكم و هي له
[نفس عيسى من جهة هي له و من جهة هي لله]
أ لا ترى عيسى عليه السلام كيف أضاف نفسه إليه من وجه ما هي له و أضافها إلى اللّٰه من وجه ما هي لله فقال ﴿تَعْلَمُ مٰا فِي نَفْسِي وَ لاٰ أَعْلَمُ مٰا فِي نَفْسِكَ﴾ [المائدة:116] فأضافها إلى اللّٰه أي نفسي هو نفسك و ملكك فإنك اشتريتها و ما هي في ملكي فأنت أعلم بما جعلت فيها و أضاف نفسه إليه فإنها من حيث عينها هي له و من حيث وجودها هي لله لا له فقال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية