﴿مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر:9]
[النفس من حيث عينها ممكنة لذاتها]
فإذا نظرنا إلى عين النفس من حيث عينها قلنا ممكنة لذاتها لا زكاة عليها في ذلك فإن اللّٰه لا حق له في الإمكان يتعالى اللّٰه علوا كبيرا فإنه تعالى واجب الوجود لذاته غير ممكن بوجه من الوجوه و وجدنا هذه النفس قد اتصفت بالوجود قلنا هذا الوجود الذي اتصفت به النفس هل اتصفت به لذاتها أم لا فرأينا إن وجودها ما هو عين ذاتها و لا اتصفت به لذاتها فنظرنا لمن هو فوجدناه لله كما وجدنا القدر المعين في مال زيد المسمى زكاة ليس هو بمال لزيد و إنما هو أمانة عنده
[وجود النفس من اللّٰه و لله]
كذلك الوجود الذي اتصفت به النفس ما هو لها إنما هو لله الذي أوجدها فالوجود لله لا لها و وجود اللّٰه لا وجودها فقلنا لهذه النفس هذا الوجود الذي أنت متصفة به ما هو لك و إنما هو لله خلعه عليك فأخرجه لله و أضفه إلى صاحبه و أبق أنت على إمكانك لا تبرح فيه فإنه لا ينقصك شيء مما هو لك و أنت إذا فعلت هذا كان لك من الثواب عند اللّٰه ثواب العلماء بالله و نلت منزلة لا يقدر قدرها إلا اللّٰه و هو الفلاح الذي هو البقاء فيبقى اللّٰه هذا الوجود لك لا يأخذه منك أبدا
[الوجود و الإيجاد و البقاء و الإبقاء]
فهذا معنى قوله ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكّٰاهٰا﴾ [الشمس:9]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية