فلو لا ما علم الحق أن الصلاة معينة للعبد لما أمره بها فأنزلها منزلة نفسه فإن اللّٰه قال للعبد قل ﴿وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفاتحة:5] يعني في عبادتك فجعل للعبد أن يستعين بربه و أمره أن يستعين في ذكره و شكره بالصلاة فأنزل الصلاة منزلة نفسه و في معونة العبد على ذكره و شكره
[من دخل في الصلاة فقد التبس بالحق]
و ناهيك يا ولي اللّٰه من حالة و صفة و حركات و فعل أنزله الحق في أعظم الأشياء و هو ذكر اللّٰه منزلة نفسه فكأنه من دخل في الصلاة فقد التبس بالحق و الحق هو النور و لهذا قال الصلاة نور فأنزلها منزلة نفسه «قال صلى اللّٰه عليه و سلم و جعلت قرة عيني في الصلاة» و قرة عيني ما تسر به عند الرؤية و المشاهدة فالمصلي متلبس في صلاته بالحق مشاهد له مناج فجمعت الصلاة بين هذه الثلاثة الأحوال و كذلك قوله في هذه الآية ﴿وَ اشْكُرُوا لِي﴾ [البقرة:152]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية