و لما كان الموجب لهذا الخلاف عند العلماء وجود الباء في قوله ﴿بِرُؤُسِكُمْ﴾ [المائدة:6] فمن جعلها للتبعيض بعض المسح و من جعلها زائدة للتوكيد في المسح عم بالمسح جميع الرأس و إن الباء في هذا الموضع هو وجود القدرة الحادثة فلا يخلو إما أن يكون لها أثر في المقدور فتصح البعضية و هو قول المعتزلي و غيره و إما أن لا يكون لها أثر في المقدور بوجه من الوجوه فهي زائدة كما يقول الأشعري فيسقط حكمها فتعم القدرة القديمة مسح الرأس كله لم تبعض مسحه القدرة الحادثة و يكون حد مراعاة التوكيد من كونها زائدة للتوكيد هو الاكتساب الذي قالت به الأشاعرة و هو قوله تعالى في غير موضع من كتابه بإضافة الكسب و العمل إلى المخلوق فلهذا جعلوا زيادتها لمعنى يسمى التوكيد
[العرب في كلامها تقابل الزائد بالزائد]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية