﴿أُخْرِجَتْ لِلنّٰاسِ﴾ [آل عمران:110] بشهادة الحق في القرآن و تعريفه و هذه المائة درجة في كل جنة من الثمان الجنات و صورتها جنة في جنة و أعلاها جنة عدن و هي قصبة الجنة فيها الكثيب الذي يكون اجتماع الناس فيه لرؤية الحق تعالى و هي أعلى جنة في الجنات هي في الجنات بمنزلة دار الملك يدور عليها ثمانية أسوار بين كل سورين جنة فالتي تلي جنة عدن إنما هي جنة الفردوس و هي أوسط الجنات التي دون جنة عدن و أفضلها ثم جنة الخلد ثم جنة النعيم ثم جنة المأوى ثم دار السلام ثم دار المقامة و أما الوسيلة فهي أعلى درجة في جنة عدن و هي لرسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم حصلت له بدعاء أمته فعل ذلك الحق سبحانه حكمة أخفاها فإنا بسببه نلنا السعادة من اللّٰه و به كنا ﴿خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّٰاسِ﴾ [آل عمران:110] و به ختم اللّٰه بنا الأمم كما ختم به النبيين و هو صلى اللّٰه عليه و سلم بشر كما أمر أن يقول و لنا وجه خاص إلى اللّٰه عزَّ وجلَّ نناجيه منه و يناجينا و هكذا كل مخلوق له وجه خاص إلى ربه فأمرنا عن أمر اللّٰه أن ندعو له بالوسيلة حتى ينزل فيها و ينالها بدعاء أمته فافهم هذا الفضل العظيم و هذا من باب الغيرة الإلهية إن فهمت فلقد كرم اللّٰه هذا النبي و هذه الأمة فتحوى درجات الجنة من الدرج فيها على خمسة آلاف درج و مائة درج و خمسة أدراج لا غير و قد تزيد على هذا العدد بلا شك و لكن ذكرنا منها ما اتفق عليه أهل الكشف مما يجري مجرى الأنواع من الأجناس
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية