في هذا القول بل هم حاملون خطاياهم و الذين أضلوهم يحملون أيضا خطاياهم و خطايا هؤلاء مع خطاياهم و لا ينقص هؤلاء من خطاياهم من شيء «يقول صلى اللّٰه عليه و سلم من سن سنة سيئة فله وزرها و وزر من عمل بها دون أن ينقص ذلك من أوزارهم شيئا» فهو قوله ﴿ثُمَّ ازْدٰادُوا كُفْراً﴾ [آل عمران:90] فهؤلاء قيل فيهم ﴿زِدْنٰاهُمْ عَذٰاباً فَوْقَ الْعَذٰابِ﴾ [النحل:88] فما أنزلوا من النار إلا منازل استحقاق بخلاف الجنة فإن أهل الجنة أنزلوا فيها منازل استحقاق مثل الكفار في النار بأعمالهم و أنزلوا أيضا منازل وراثة و منازل اختصاص و ليس ذلك في أهل النار
[فضل اللّٰه و رحمته على أهل النار في نفس النار]
و لا بد لأهل النار من فضل اللّٰه و رحمته في نفس النار بعد انقضاء مدة موازنة أزمان العمل فيفقدون الإحساس بالآلام في نفس النار لأنهم ليسوا بخارجين من النار أبدا فلا يموتون فيها و لا يحيون فتتخدر جوارحهم بإزالة الروح الحساس منها و ثم طائفة يعطيهم اللّٰه بعد انقضاء موازنة المدد بين العذاب و العمل نعيما خياليا مثل ما يراه النائم و جلده كما قال تعالى ﴿كُلَّمٰا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ﴾ [النساء:56]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية