و لا يكون شكرك لما أنعم اللّٰه به عليك من استواء ملكك بكفران النعم و إظهار المعاصي و تسليط التواب السوء بقوة سلطانك على الرعية الضعيفة فإن اللّٰه أقوى منك فيتحكمون فيهم بالجهالة و الأغراض و أنت المسئول عن ذلك فيا هذا قد أحسن اللّٰه إليك و خلع خلع النيابة عليك فأنت نائب اللّٰه في خلقه و ظله الممدود في أرضه فانصف المظلوم من الظالم و لا يغرنك إن اللّٰه وسع عليك سلطانك و سوى لك البلاد و مهدها مع إقامتك على المخالفة و الجور و تعدى الحدود فإن ذلك الاتساع مع بقائك على مثل هذه الصفات إمهال من الحق لا إهمال و ما بينك و بين أن تقف على أعمالك إلا بلوغ الأجل المسمى و تصل إلى الدار التي سافر إليها آباؤك و أجدادك و لا تكن من النادمين فإن الندم في ذلك الوقت غير نافع يا هذا و من أشد ما يمر على الإسلام و المسلمين ﴿وَ قَلِيلٌ مٰا هُمْ﴾ [ص:24] رفع النواقيس و التظاهر بالكفر و إعلاء كلمة الشرك ببلادك و رفع الشروط التي اشترطها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي اللّٰه عنه على أهل الذمة من أنهم لا يحدثون في مدينتهم و لا ما حولها كنيسة و لا ديرا و لا قلية و لا صومعة راهب و لا يجددون ما خرب منها و لا يمنعون كنائسهم أن ينزلها أحد من المسلمين ثلاث ليال يطعمونهم و لا يأوون جاسوسا و لا يكتمون غشا للمسلمين و لا يعلمون أولادهم القرآن و لا يظهرون شركا و لا يمنعون ذوي قرباتهم من الإسلام إن أرادوه و أن يوقروا المسلمين و أن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس و لا يتشبهون بالمسلمين في شيء من لباسهم في قلنسوة و لا عمامة و لا نعلين و لا فرق شعر و لا يتسمون بأسماء المسلمين و لا يتكنون بكناهم و لا يركبون سرجا و لا يتقلدون سيفا و أن لا يتخذوا شيئا من سلاح و لا ينقشوا خواتيمهم بالعربية و لا يبيعوا الخمور و أن يجروا مقادم رءوسهم و أن يلزموا زيهم حيث ما كانوا و أن يشدوا الزنانير على أوساطهم و لا يظهروا صليبا و لا شيئا من كتبهم في طريق المسلمين و لا يجاوروا المسلمين بموتاهم و لا يضربوا بالناقوس إلا ضربا خفيا و لا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين و لا يخرجوا سعايين و لا يرفعوا مع أمواتهم أصواتهم و لا يظهروا النيران معهم و لا يشتروا من الرقيق ما جرت عليه سهام المسلمين فإن خالفوا شيئا مما شورطوا عليه فلا ذمة لهم و قد حل للمسلمين منهم ما يحل من أهل المعاندة و الشقاق فهذا كتاب الإمام العادل عمر بن الخطاب رضي اللّٰه عنه و «قد ثبت عن رسول اللّٰه ﷺ أنه قال لا تبنى كنيسة في الإسلام و لا يجدد ما خرب منها» فتدبر كتابي ترشد إن شاء اللّٰه ما لزمت العمل به و السلام ثم أوقعت له بشعر عملته في الوقت أخاطبه به و هو
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية