و الذي في الغيب من عجب *** و الذي قد جاءه الآنا
و الذي يدعوه خالقه *** إنما يدعوه محسانا
(و أوصى)
بعض الصالحين إنسانا فقال أكثر مساءلة الحكماء و ليكن أول شيء تسأل عنه العقل لأن جميع الأشياء لا تدرك إلا بالعقل و متى أردت الخدمة لله فاعقل لمن تخدم ثم اخدم سأل إبراهيم الإخميمي ذا النون أن يوصيه بوصية يحفظها عنه قال و تفعل قال إبراهيم قلت نعم إن شاء اللّٰه فقال يا إبراهيم احفظ عني خمسا فإن أنت حفظتهن لم تبال ما ذا أصبت بعدهن قلت و ما هن رحمك اللّٰه قال عانق الفقر و توسد الصبر و عاد الشهوات و خالف الهوى و أفزع إلى اللّٰه في أمورك كلها فعند ذلك يورثك الشكر و الرضاء و الخوف و الرجاء و الصبر و تورثك هذه الخمسة خمسة العلم و العمل و أداء الفرائض و اجتناب المحارم و الوفاء بالعهود و لن تصل إلى هذه الخمسة إلا بخمس علم غزير و معرفة شافية و حكمة بالغة و بصيرة ناقدة و نفس راهبة و الويل كل الويل لمن بلي بخمس حرمان و عصيان و خذلان و استحسان النفس بما يسخط اللّٰه و الإزراء على الناس بما يأتي و أقبح القبح خمس قبح الفعال و مساوي الأعمال و ثقل الظهور بالأوزار و التجسس على الناس بما لا يحب اللّٰه و مبارزة اللّٰه بما يكره و طوبى ثم طوبى لمن أخلص خمسة من أخلص علمه و عمله و حبه و بغضه و أخذه و عطاءه و كلامه و صمته و قوله و فعله و اعلم يا إبراهيم أن وجوه الحلال خمسة تجارة بالصدق و صناعة بالنصح و صيد البر و البحر و ميراث حلال الأصل و هدية من موضع ترضاها فكل الدنيا فضول إلا خمسة خبز يشبعك و ماء يرويك و ثوب يسترك و بيت يكنك و علم تستعمله و يحتاج أيضا أن يكون معه خمسة أشياء الإخلاص و النية و التوفيق و موافقة الحق و طيب المطعم و الملبس و خمسة أشياء فيها الراحة ترك قرناء السوء و الزهد في الدنيا و الصمت و حلاوة الطاعة إذا غبت عن أعين المخلوقين و ترك الازدراء على عباد اللّٰه حتى لا تزدري على أحد يعصي اللّٰه و عندها يسقط عنك خمس المراء و الجدال و الرياء و التزين و حب المنزلة و خمس فيهن جمع الهم قطع كل علاقة دون اللّٰه و ترك كل لذة فيها حساب و التبرم بالصديق و العدو و خفة الحال و ترك الادخار و خمس يا إبراهيم بتوقعهن العالم نعمة زائلة أو بلية نازلة أو ميتة قاضية أو فتنة قاتلة أو تزل ﴿قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهٰا﴾ [النحل:94]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية