(وصية)
روينا عن يوسف ابن الحسين قال قلت لذي النون في وقت مفارقتي إياه من أجالس قال عليك بصحبة من يذكرك اللّٰه عزَّ وجلَّ رؤيته و تقع هيبته على باطنك و يزيد في عملك منطقه و يزهدك في الدنيا عمله و لا يعص اللّٰه ما دمت في قربه يعظك بلسان فعله و لا يعظك بلسان قوله و هو تارك لما يدلك عليه أي هو خال من الفضائل لأن الرجل قد يكون على عمل من أعمال البر يقتضيه حاله و يدلك بقوله على عمل من أعمال البر يقتضيه حالك و لا يقتضيه حاله في الوقت فيريد بقوله بلسان فعله أي أفعاله مستقيمة و هذا معنى قول اللّٰه تعالى ﴿أَ تَأْمُرُونَ النّٰاسَ بِالْبِرِّ﴾ [البقرة:44] و ما عين برا من بر ﴿وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتٰابَ أَ فَلاٰ تَعْقِلُونَ﴾ [البقرة:44]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية