و الذي أوصيك به أن تحافظ على أن تشتري نفسك من اللّٰه بعتق رقبتك من النار «بأن تقول لا إله إلا اللّٰه سبعين ألف مرة فإن اللّٰه يعتق رقبتك بها من النار أو رقبة من تقولها عنه من الناس ورد في ذلك خبر نبوي» و لقد أخبرني أبو العباس أحمد بن علي بن ميمون بن أبو التوزري عرف بالقسطلاني بمصر قال في هذا الأمر إن الشيخ أبا الربيع الكفيف المالقي كان على مائدة طعام و كان قد ذكر هذا الذكر و ما وهبه لأحد و كان معهم على المائدة شاب صغير من أهل الكشف من الصالحين فعند ما مد يده إلى الطعام بكى فقال له الحاضرون ما شأنك تبكي فقال هذه جهنم أراها و أرى أمي فيها و امتنع من الطعام فأخذ في البكاء قال الشيخ أبو الربيع فقلت في نفسي اللهم إنك تعلم أني قد هللت بهذه السبعين ألفا و قد جعلتها عتق أم هذا الصبي من النار هذا كله في نفسي فقال الصبي الحمد لله أرى أمي قد خرجت من النار و ما أدري ما سبب خروجها و جعل الصبي يبتهج سرورا و أكل مع الجماعة قال أبو الربيع فصح عندي هذا الخبر النبوي بكشف هذا الصبي و صح عندي كشف هذا الصبي بالخبر و قد عملت أنا على هذا الحديث و رأيت له بركة في زوجتي لما ماتت و عليك بإصلاح ذات البين و هو الفراق فإن الإصلاح بين الناس من الخبر المعين في الكتاب و إذا كان اللّٰه قد رغب بل أمر المسلمين إذا جنح الكفار إلى السلم أن يجنحوا لها : فأحرى الصلح بين المتهاجرين من المسلمين و إياك و إفساد ذات البين فإنها الحالقة و البين هنا هو الوصل و معنى قول النبي ﷺ الحالقة إنها تحلق الحسنات كما يحلق الحلاق الشعر من الرأس قال اللّٰه تعالى ﴿لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ﴾ [الأنعام:94]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية