و مع هذا التمثيل فأنزل كل واحد منزلته كما أنك تعامل كل عضو منك بما يليق به و ما خلق له فتغض بصرك عن أمر لا يعطيه السمع و تفتح سمعك لشيء لا يعطيه البصر و تصرف يدك في أمر لا يكون لرجلك و هكذا جميع قواك فتنزل كل عضو منك فيما خلق له كذلك و إن اشترك المسلمون في الإسلام و ساويت بينهم فأعط العالم حقه من التعظيم و الإصغاء إلى ما يأتي به و أعط الجاهل حقه من تذكرك إياه و تنبيهه على طلب العلم و السعادة و أعط الغافل حقه بأن توقظه من نوم غفلته بالتذكر لما غفل عنه مما هو عالم به غير مستعمل علمه و كذلك الطائع و المخالف و أعط السلطان حقه من السمع و الطاعة فيما هو مباح لك فعله و تركه فيجب عليك بأمره و نهيه أن تسمع له و تطيع فيعود لأمر السلطان و نهيه ما كان مباحا قبل ذلك واجبا أو محظورا بالحكم المشروع من اللّٰه في قوله ﴿وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ﴾ [النساء:59] و أعط الصغير حقه من الرفق به و الرحمة له و الشفقة عليه و أعط الكبير حقه من الشرف و التوقير فإن من السنة رحمة الصغير و توقير الكبير و معرفة شرفه «ثبت عن رسول اللّٰه ﷺ أنه قال ليس منا من لم يرحم صغيرنا و يعرف شرف كبيرنا و في حديث و يوقر كبيرنا»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية