و لكن يكون لك ميزان في ذلك تعرف به مناسبات السيئات و الحسنات التي تزنها
وصية
حسن الظن بربك على كل حال
و لا تسيء الظن به فإنك لا تدري هل أنت على آخر أنفاسك في كل نفس يخرج منك فتموت فتلقى اللّٰه على حسن ظن به لا على سوء ظن فإنك لا تدري لعل اللّٰه يقبضك في ذلك النفس الخارج إليه و دع عنك ما قال من قال بسوء الظن في حياتك و حسن الظن بالله عند موتك و هذا عند العلماء بالله مجهول فإنهم مع اللّٰه بأنفاسهم و فيه من الفائدة و العلم بالله إنك وفيت في ذلك الحق حقه فإن من حق اللّٰه عليك الايمان بقوله ﴿وَ نُنْشِئَكُمْ فِي مٰا لاٰ تَعْلَمُونَ﴾ [الواقعة:61] فلعل اللّٰه ينشئك في النفس الذي تظن أنه يأتيك نشأة الموت و الانقلاب إليه و أنت على سوء ظن بربك فتلقاه على ذلك و «قد ثبت عن رسول اللّٰه ﷺ فيما رواه عن ربه أنه عزَّ وجلَّ يقول أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي خيرا» و ما خص وقتا من وقت و اجعل ظنك بالله علما بأنه يعفو و يغفر و يتجاوز و ليكن داعيك الإلهي إلى هذا الظن قوله تعالى ﴿يٰا عِبٰادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ لاٰ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّٰهِ﴾ [الزمر:53]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية