قال الأمر الإلهي لا يخالف الإرادة الإلهية فإنها داخلة في حده و حقيقته و إنما وقع الالتباس من تسميتهم صيغة الأمر و ليست بأمر أمر أو الصيغة مرادة بلا شك فأوامر الحق إذا وردت على ألسنة المبلغين فهي صيغ الأوامر لا الأوامر فتعصى و قد يأمر الآمر بما لا يريد وقوع المأمور به فما عصى أحد قط أمر اللّٰه و بهذا علمنا أن النهي الذي خوطب به آدم عن قرب الشجرة إنما كان بصيغة لغة الملك الذي أوحى إليه به أو الصورة فقيل ﴿عَصىٰ آدَمُ رَبَّهُ﴾ [ طه:121] و من ذلك لا يعول عليه إلا الفار منه إليه
من كنت طوع يديه *** فررت منه إليه
و لم أجد منه بدا *** لذا اتكلت عليه
و قال الفرارون هم بحسب ما فروا إليه فما أوجب عليهم لفرار ما فروا منه و إنما أوجبه ما فروا إليه إذ لو عرفوا أنه ما ثم من يفر إليه لسكنوا و ما فروا فإذا أردت أن تعرف في فرارك هل أنت موسوي أو محمدي فانظر في ابتداء الغاية و هو حرف من و في انتهاء الغاية و هو حرف إلى فالنبي محمد ﷺ يقول ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللّٰهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾ [الذاريات:50] و قال في تعوذه ﴿وَ أَعُوذُ بِكَ﴾ [المؤمنون:98]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية