و قال من أبى أن يكون له مثل هذه المعرفة لم يكن من النقباء و قال لما علم إن بين الدليل و المدلول وجها رابطا زهد في العلم بالله من حيث نظره في الدليل و ليس سوى نفسه و كان ممن عرف نفسه بالله و قد ذهب إلى ذلك جماعة من أصحاب النظر مثل أبي حامد و لكن لنا في ذلك طريقة غير طريقتهم فإن الذي ذهبوا إليه في ذلك لا يصح و الذي ذهبنا إليه يصح و هو أن نأخذ العلم به إيمانا ثم نعمل عليه حتى يكون الحق جميع قوانا فنعلمه به فنعلم عند ذلك نفوسنا به و بعد علمنا به و هذه طريقة أهل اللّٰه في تقدم العلم بالله
[من المحال أن يعم الحال]
و من ذلك من المحال أن يعم الحال من الباب 457 قال الأمزجة مختلفة و النفوس تابعة للمزاج و النفوس هي القابلة للواردات و الواردات ترد بالأحوال فمن المحال أن يعم حال واحد بل لكل وارد حال يخصه و لهذا عين ما يسكر الواحد يصحى الآخر و ما عم سكر و لا صحو و قال الحال من حيث عموم الاسم يعم و هي أحوال تتميز بآثارها في النفوس تدرك عقلا و حسا و قال الغضب الإلهي و الرضي من الأحوال فما ثم إلا من اتصف بالحال مغضوبا عليه كان أو مرضيا عنه و يقال في المحدث إنه دخل تحت حكم الحال و يلزم الأدب في ذلك الجناب و قال لسان الحال أنزل ﴿مٰا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ﴾ [ق:29] و لسان الحقيقة
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية