فإنه ما جاء بالكلام إلا للافهام فإذا خالج السامع القاري في قراءاته فقد شهد من الفهم براءته و أساء الأدب فأسخط اللّٰه فغضب و من غضب اللّٰه عليه فقد عطب «يقول ﷺ أيكم خالجنيها و ما لي أنازع القرآن» و أي برهان أعظم من هذا البرهان الرسول حاز الآداب و جاء بالكتاب و خاطب أولي الألباب و ما خص أعداء من أحباب بل عم الخطاب فمنا من أصاب و منا المصاب كل من علم ما لم يعلم فهو ملهم فالوحي شامل ينزل على الناقص و الكامل أيسره اللمة و ما هم به مما أهمه
[الجنين في كبد إلى أن يولد]
و من ذلك الجنين في كبد إلى أن يولد من الباب 302 الجنين في ظلمة غمه ما دام في بطن أمه يتحكم فيه من طعن في أبيه خدمه و أقامه حرمه ليجبر بذلك صدع ما وقع منه فيعفو من بغي عليه عنه و مع أنه في المقام الأوسع فما أودع فيه سوى أربع لأنه مركب من أربع فأودعه الرزق و الأجل و الرتبة و العمل كل قسم لواحد من أخلاطه أقامه لفسطاطه فلما علم الجنين أنه محل كل زوج بهيج و أنه في أمر مريج أراد الخروج بطلب الصعود و العروج فأخرجه على الفطرة التي كان عليها أول مرة من قبل أن يقذف في الرحم لما عصم و رحم فجعل ﴿لَهُ عَيْنَيْنِ وَ لِسٰاناً وَ شَفَتَيْنِ﴾ و هداه النجدين و عرف لما خلق و انتهض تابعا من تقدم فلحق ف ﴿إِمّٰا شٰاكِراً﴾ [الانسان:3] فله منزل السرور ﴿وَ إِمّٰا كَفُوراً﴾ [الانسان:3]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية