الفتوحات المكية

وصايا الشيخ الأكبر

وهو الباب 560 الذي ختم به الشيخ محي الدين موسوعة الفتوحات المكية بمجموعة وصايا جامعة

وهو يمثل السفرين السادس والثلاثين والسابع والثلاثين وفق مخطوطة قونية


[إن الله وضع في العموم أفضل الأشياء وأعمها منفعة]

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

[إن الله وضع في العموم أفضل الأشياء وأعمها منفعة]

ثم اعلم أن الله ما وضع في العموم إلا أفضل الأشياء وأعمها منفعة وأثقلها وزنا لأنه يماثل بها أضدادا كثيرة فلا بد أن يكون في ذلك الموضوع في العامة من القوة ما يقابل به كل ضد وهذا لا يتفطن له كل عارف من أهل الله إلا الأنبياء الذين شرعوا للناس ما شرعوا ولا شك أنه‏

قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله‏

وقد قال ما أشارت إلى فضله من ادعى الخصوص من الذكر بكلمة الله الله وهو هو ولا شك أنه من جملة الأقوال التي لا إله إلا الله أفضل منها عند العلماء بالله فعليك يا ولي بالذكر الثابت في العموم فإنه الذكر الأقوى وله النور الأضوى والمكانة الزلفى ولا يشعر بذلك إلا من لزمه وعمل به حتى أحكمه فإن الله ما وسع رحمته إلا للشمول وبلوغ المأمول وما من أحد إلا وهو يطلب النجاة وإن جهل طريقها فمن نفى بلا إله عينه أثبت بإلا الله كونه فتنفى عينك حكما لا علما وتوجب كون الحق حكما وعلما والإله من له جميع الأسماء وليست إلا لعين واحدة وهي مسمى الله عامر السموات والأرض الذي بيده ميزان الرفع والخفض فعليك بلزوم هذا الذكر الذي قرن الله به وبالعلم به السعادة فعم‏

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!