الفتوحات المكية

وصايا الشيخ الأكبر

وهو الباب 560 الذي ختم به الشيخ محي الدين موسوعة الفتوحات المكية بمجموعة وصايا جامعة

وهو يمثل السفرين السادس والثلاثين والسابع والثلاثين وفق مخطوطة قونية


[أن المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص‏]

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

[أن المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص‏]

اعلم أن المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا وما في العالم إلا مؤمن لأن ما في العالم إلا من هو ساجد لله إلا بعض الثقلين من الجن والإنس فإن في الإنسان الواحد منهم كثيرا ممن يسبح الله ويسجد لله وفيه من لا يسجد لله وهو الذي حق عليه العذاب انظر في قوله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا فسماهم مؤمنين وأمرهم بالإيمان فالأول عموم الايمان فإن الله قال في حق قوم والَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ والثاني خصوص الايمان وهو المأمور به والأول إقرار منهم من غير إن يقترن به تكليف بل ذلك عن علم وأيسره في بنى آدم حين أشهدهم على أنفسهم كما قال وإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ من بَنِي آدَمَ من ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وأَشْهَدَهُمْ عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى‏ فخاطبهم بالمؤمنين حين أيه بهم ثم أمرهم بالإيمان في هذه الحالة لأخرى وما تعرض للتوحيد المطلق رحمة بهم فإنه القائل وما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وهُمْ مُشْرِكُونَ الشرك الخفي وقد ذكرناه فلذلك قال لهم آمِنُوا بِاللَّهِ ولم يقل بتوحيد الله فمن آمن بوجود الله فقد آمن ومن آمن بتوحيده فما أشرك فالإيمان إثبات والتوحيد نفي شريك ومن أسماء الله المؤمن وهو يشد من المؤمن المخلوق‏

قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يرحم الله أخي لوطا لقد كان يأوي إِلى‏ رُكْنٍ شَدِيدٍ

وهو الاسم المؤمن فالمؤمن يشد من المؤمن فافهم‏

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!