الفتوحات المكية

وصايا الشيخ الأكبر

وهو الباب 560 الذي ختم به الشيخ محي الدين موسوعة الفتوحات المكية بمجموعة وصايا جامعة

وهو يمثل السفرين السادس والثلاثين والسابع والثلاثين وفق مخطوطة قونية


[إن الالتذاذ هنا إنما وقع بدفع ألم الحر وإزالته‏]

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

[إن الالتذاذ هنا إنما وقع بدفع ألم الحر وإزالته‏]

فاعلم إن الالتذاذ هنا إنما وقع بدفع ألم الحر وإزالته فانو في ذلك دفع الألم عن نفسك أ لا ترى قاتل نفسه كيف حرم الله عليه الجنة فحق النفس على صاحبها أعظم من حق الغير

عليه فكذلك يؤجر في دفع الألم عن نفسه وإن الله يرفع بإسباغ الوضوء على المكاره درجة العبد ويمح الله به الخطايا

قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أ لا أنبئكم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات إسباغ الوضوء على المكاره‏

فهذا محو الخطايا فإنه تنظيف وتطهير ثم قال وكثرة الخطاء إلى المساجد فإنه سلوك في صعود ومشي ثم قال تمام الحديث وهو وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط

فذلكم الرباط فذلكم الرباط والرباط الملازمة من ربطت الشي‏ء وبالانتظار قد ألزم نفسه فربط الصلاة بالصلاة المنتظرة بمراقبة دخول وقتها ليؤديها في وقتها وأي لزوم أعظم من هذا فإنه يوم واحد مقسم على خمس صلوات ما منها صلاة يؤديها فيفرغ منها إلا وقد ألزم نفسه مراقبة دخول وقت الأخرى إلى أن يفرغ اليوم ويأتي يوم آخر فلا يزال كذلك فما ثم زمان لا يكون فيه مراقبا لوقت أداء صلاة لذلك أكده بقوله ثلاث مرات فانظر إلى علم رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم بالأمور حتى أنزل كل عمل في الدنيا منزلته في الآخرة وعين حكمه وأعطاه حقه فذكر وضوء ومشيا وانتظارا وذكر محوا ورفع درجة ورباطا ثلاث لثلاث هذا يدلك على شهوده مواضع الحكم ومن هنا وأمثاله‏

قال عن نفسه إنه أوتي جوامع الكلم‏

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!