الفتوحات المكية

وصايا الشيخ الأكبر

وهو الباب 560 الذي ختم به الشيخ محي الدين موسوعة الفتوحات المكية بمجموعة وصايا جامعة

وهو يمثل السفرين السادس والثلاثين والسابع والثلاثين وفق مخطوطة قونية


(وصية) بالتأهب للموت‏

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

(وصية) بالتأهب للموت‏

(وصية) بالتأهب للموت‏

بموعظة في رؤيا كان أمير المؤمنين المنصور ذات ليلة نائما فانتبه مرعوبا ثم عاود النوم فانتبه كذلك فزعا مرعوبا ثم راجع النوم فانتبه كذلك فقال يا ربيع قال الربيع قلت لبيك يا أمير المؤمنين قال لقد رأيت في منامي عجبا قال ما رأيت جعلني الله فداك قال رأيت كان آتيا أتاني فهينم بشي‏ء لم أفهمه فانتهت فزعا ثم عاودت النوم فعاودني يقول ذلك الشي‏ء ثم عاودني يقوله حتى فهمته وحفظته وهو

كأني بهذا القصر قد باد أهله *** وعرى منه أهله ومنازله‏

وصار رئيس القوم من بعد بهجة *** إلى جدث تبنى عليه جنادله‏

وما أحسبني يا ربيع إلا قد حانت وفاتي وحضر أجلي ومالي غير ربي قم فاجعل لي غسلا ففعلت فقام فاغتسل وصلى ركعتين وقال أنا عازم على الحج فهيئ لنا آلة الحج فخرجنا وخرج حتى إذا انتهى إلى الكوفة ونزل النجف فأقام أياما ثم أمر بالرحيل فتقدمت نوابه وجنده وبقيت أنا وهو بالقصر وشاكريته بالباب فقال لي يا ربيع جئني بفحمة من المطبخ وقال لي اخرج وكن مع دابتي إلى أن أخرج فلما خرج وركب رجعت إلى المكان أطلب شيئا فوجدت قد كتب على الحائط بالفحمة

المرء يهوى أن يعيش *** وطول عيش ما يضره‏

تفني لذاذته ويبقى *** بعد حلو العيش مره‏

وتصرف الأيام حتى *** ما يرى شيئا يسره‏

كم شامت بي إن هلكت *** وقائل لله دره‏

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!