الفتوحات المكية

وصايا الشيخ الأكبر

وهو الباب 560 الذي ختم به الشيخ محي الدين موسوعة الفتوحات المكية بمجموعة وصايا جامعة

وهو يمثل السفرين السادس والثلاثين والسابع والثلاثين وفق مخطوطة قونية


(وصية) من زاهد تحوي على فوائد

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

(وصية) من زاهد تحوي على فوائد

(وصية) من زاهد تحوي على فوائد

روينا عن الشبلي أنه قال في وصيته إن أردت أن تنظر إلى الدنيا بحذافيرها فانظر إلى مزبلة فهي الدنيا وإذا أردت أن تنظر إلى نفسك فخذ كفا من تراب فإنك منها خلقت وفيها تعود ومتى ما أردت أن تنظر ما أنت فانظر إلى ما يخرج منك في دخولك الخلأ فمن كان حاله كذا فلا يجوز له أن يتطاول أو يتكبر على من هو مثله وقال بعضهم من كانت همته ما يدخله في جوفه فقيمته ما يخرج منه وكتب إبراهيم بن أدهم إلى أخ له بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله من لا تحل معصيته ولا يرجى غيره ولا يدرك الغني إلا به فإنه من استغنى عز وشبع وروى وانتقل عند ما أبصر قلبه عما أبصرت عيناه من زهرة الدنيا فتركها وجانب شبهها فارض بالحلال الصافي منها أي ما لا بد منه من كسرة يشد بها صلبه وثوب يواري به عورته أغلظ ما يجده وأخشنه والسلام وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه‏

وروى أن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه جي‏ء إليه قبل الخلافة بحلة بثلاثة ألف درهم فاستحسنها ثم جي‏ء إليه في خلافته بثوب ليشتريه فيلبسه بثلاثة دراهم فقال عسى خشن من هذا فإن هذا رقيق فانظر يا أخي أين هذا من ذاك رضي الله عنه مثل هذا يلي أمور عباد الله وكتب ابن السماك إلى أخ له وقد سأله أن يصف له الدنيا أما بعد فإن الله حفها بالشهوات ثم ملأها آفات مزج حلالها بالرزيات وحرامها بالتبعات فحلالها حساب وحرامها عقاب‏

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!