الفتوحات المكية

وصايا الشيخ الأكبر

وهو الباب 560 الذي ختم به الشيخ محي الدين موسوعة الفتوحات المكية بمجموعة وصايا جامعة

وهو يمثل السفرين السادس والثلاثين والسابع والثلاثين وفق مخطوطة قونية


(و من منشور الحكم والوصايا)

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

(و من منشور الحكم والوصايا)

(و من منشور الحكم والوصايا)

قال بعضهم العدل ميزان الباري ولذلك هو مبرأ من كل زيغ وميل وقال بعضهم في ملك إذا حسنت سيرته وصلحت سريرته صير رعيته جندا وإن أول العدل أن يبدأ الرجل بنفسه فيلزمها كل خلة زكية وخصلة رضية في مذهب سديد ومكسب حميد ليسلم عاجلا ويسعد آجلا وإن أول الجور أن يعمد إليها فيجنبها الخير ويعودها الشر ويكسبها الآثام ويلبسها المذام ليعظم وزرها ويقبح ذكرها وقال بعضهم من بدأ بنفسه فساسها أدرك سياسة الناس أصلحوا أنفسكم تصلح لكم آخرتكم أصلح نفسك لنفسك تكن الناس تبعا لك أحسن العظات ما بدأت به نفسك وأجريت عليه أمرك من رضي عن نفسه سخط الناس عليه من ظلم نفسه كان لغيره أظلم ومن هدم دينه كان لمجده أهدم خير الآداب ما حصل لك ثمره وظهر عليك أثره من تعزز بالله لم يذله سلطان ومن توكل عليه لم يضره شيطان ليكن مرجعك إلى الحق ومنزعك إلى الصدق فالحق أقوى معين والصدق أفضل قرين من لم يرحم الناس منعه الله من رحمته ومن استطال بسلطانه سلبه الله من قدرته إن العدل ميزان الله وضعه للخلق ونصبه للحق فلا تخالفه في ميزانه ولا تعارضه في سلطانه استغن عن الناس بخلتين قلة الطمع وشدة الورع من طال كلامه سئم ومن قل احترامه شتم ودخلت على بعض الصالحين يسبته على بحر الرقاق وكان قد جرى بيني وبين السلطان من الكلام ما يوجب وحر الصدر ويضع من القدر فوصل إليه الخبر فلما أبصرني قال لي يا أخي ذل من ليس له ظالم يعضده وضل من ليس له عالم يرشده يا أخي الرفق الرفق فقلت له ما دام رأس المال محفوظا أعني الدين فقال صدقت وسكت عني لا تحاج من يذهلك خوفه ويملكك سيفه فرب حجة تأتي على مهجة وقرصة تؤدي إلى غصة وإياك واللجاج فإنه يوغر القلوب وينتج الحروب عي تسلم به خير من نطق تندم عليه واقتصر من الكلام بما يقيم حجتك ويملك حاجتك وإياك وفضوله فإنه يزل القدم ويورث الندم عي يزري بك خير من براعة تأتي عليك‏

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!