الفتوحات المكية

المكتبة الأكبرية: القرآن الكريم: سورة النازعات: [الآية 3]

سورة النازعات
وَٱلسَّٰبِحَٰتِ سَبْحًا ﴿3﴾

تفسير الجلالين:

«والسابحات سبحا» الملائكة تسبح من السماء بأمره تعالى، أي تنزل.

تفسير الشيخ محي الدين:

يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها (43) إِلى رَبِّكَ مُنْتَهاه (44)

فمنتهاها ربها .

------------

(44) الفتوحات ج 2 / 43

تفسير ابن كثير:

وأما قوله : ( والسابحات سبحا ) فقال ابن مسعود : هي الملائكة . وروي عن علي ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وأبي صالح مثل ذلك .

وعن مجاهد : ( والسابحات سبحا ) الموت . وقال قتادة : هي النجوم . وقال عطاء بن أبي رباح : هي السفن .


تفسير الطبري :

قوله تعالى {والنازعات غرقا} أقسم سبحانه بهذه الأشياء التي ذكرها، على أن القيامة حق. و{النازعات} : الملائكة التي تنزع أرواح الكفار؛ قاله علي رضي الله عنه، وكذا قال ابن مسعود وابن عباس ومسروق ومجاهد : هي الملائكة تنزع نفوس بني آدم. قال ابن مسعود : يريد أنفس الكفار ينزعها ملك الموت من أجسادهم، من تحت كل شعرة، ومن تحت الأظافير وأصول القدمين نزعا كالسفود ينزع من الصوف الرطب، يغرقها، أي يرجعها في أجسادهم، ثم ينزعها فهذا عمله بالكفار. وقاله ابن عباس. وقال سعيد بن جبير : نزعت أرواحهم، ثم غرقت، ثم حرقت؛ ثم قذف بها في النار. وقيل : يرى الكافر نفسه في وقت النزع كأنها تغرق. وقال السدي : و{النازعات} هي النفوس حين تغرق في الصدور. مجاهد : هي الموت ينزع النفوس. الحسن وقتادة : هي النجوم تنزع من أفق إلى أفق؛ أي تذهب، من قولهم : نزع إليه أي ذهب، أو من قولهم : نزعت الخيل أي جرت. {غرقا} أي إنها تغرق وتغيب وتطلع من أفق إلى أفق آخر. وقاله أبو عبيدة وابن كيسان والأخفش. وقيل : النازعات القسي تنزع بالسهام؛ قاله عطاء وعكرمة. و{غرقا} بمعنى إغراقا؛ وإغراق النازع في القوس أن يبلغ غاية المد، حتى ينتهي إلى النصل. يقال : أغرق في القوس أي استوفي مدها، وذلك بأن تنتهي إلى العقب الذي عند النصف الملفوف عليه. والاستغراق الاستيعاب. ويقال لقشرة البيضة الداخلة {غِرقِئ}. وقيل : هم الغزاة الرماة. قلت : هو والذي قبله سواء؛ لأنه إذا أقسم بالقسي فالمراد النازعون بها تعظيما لها؛ وهو مثل قوله تعالى {والعاديات ضبحا}[العاديات : 1] والله أعلم. وأراد بالإغراق : المبالغة في النزع وهو سائر في جميع وجوه تأويلها. وقيل : هي الوحش تنزع من الكلأ وتنفر. حكاه يحيى ابن سلام. ومعنى {غرقا} أي إبعادا في النزع. قوله تعالى {والناشطات نشطا} قال ابن عباس : يعني الملائكة تنشط نفس المؤمن فتقبضها كما ينشط العقال من يد البعير : إذا حل عنه. وحكى هذا القول الفراء ثم قال : والذي سمعت من العرب أن يقولوا أنشطت وكأنما أنشط من عقال. وربطها نشطها والرابط الناشط، وإذا ربطت الحبل في يد البعير فقد نشطته، فأنت ناشط، وإذا حللته فقد أنشطته وأنت منشط. وعن ابن عباس أيضا : هي أنفس المؤمنين عند الموت تنشط للخروج؛ وذلك أنه ما من مؤمن [يحضره الموت] إلا وتعرض عليه الجنة قبل أن يموت، فيرى فيها ما أعد الله له من أزواجه وأهله من الحور العين، فهم يدعونه إليها، فنفسه إليهم نشطة أن تخرج فتأتيهم. وعنه أيضا قال : يعني أنفس الكفار والمنافقين تنشط كما ينشط العقب، الذي يعقب به السهم. والعقب بالتحريك : العصب الذي تعمل منه الأوتار، الواحدة عقبة؛ تقول منه : عقب السهم والقدح والقوس عقبا : إذا لوى شيئا منه عليه. والنشط : الجذب بسرعة، ومنه الأنشوطة : عقدة يسهل أنحلالها إذا جذبت مثل عقدة التكة. وقال أبو زيد : نشطت الحجل أنشطة نشطا : عقدته بأنشوطة، وأنشطته أي حللته، وأنشطت الحبل أي مددته حتى ينحل. وقال الفراء : أنشط العقال أي حل، ونشط : أي ربط الحبل في يديه. وقال الليث : أنشطته بأنشوطة وأنشوطتين أي أوثقته، وأنشطت العقال : أي مددت أنشوطته فانحلت. قال : ويقال نشط بمعنى أنشط، لغتان بمعنى؛ وعليه يصح قول ابن عباس المذكور أولا. وعنه أيضا : الناشطات الملائكة لنشاطها، تذهب وتجيء بأمر الله حيثما كان. وعنه أيضا وعن علي رضي الله عنهما : هي الملائكة تنشط أرواح الكفار، ما بين الجلد والأظفار، حتى تخرجها من أجوافهم نشطا بالكرب والغم، كما تنشط الصوف من سفود الحديد، وهي من النشط بمعنى الجذب؛ يقال : نشطت الدلو أنشطها بالكسر، وأنشطها بالضم : أي نزعتها. قال الأصمعي : بئر أنشاط : أي قريبة القعر، تخرج الدلو منها بجذبة واحدة. وبئر نشوط؛ قال : وهي التي لا يخرج منها الدلو حتى تنشط كثيرا. وقال مجاهد : هو الموت ينشط نفس الإنسان. السدي : هي النفوس حين تنشط من القدمين. وقيل : النازعات : أيدي الغزاة أو أنفسهم، تنزع القسي بإغراق السهام، وهي التي تنشط الأوهاق. عكرمة وعطاء : هي الأوهاق تنشط السهام. وعن عطاء أيضا وقتادة والحسن والأخفش : هي النجوم تنشط من أفق إلى أفق : أي تذهب. وكذا في الصحاح. {والناشطات نشطا} يمني النجوم من برج إلى برج، كالثور الناشط من بلد إلى بلد. والهموم تنشط بصاحبها؛ قال هميان بن قحافة : أمست همومي تنشط المناشطا ** الشام بي طورا وطورا واسطا أبو عبيدة وعطاء أيضا : الناشطات : هي الوحش حين تنشط من بلد إلى بلد، كما أن الهموم تنشط الإنسان من بلد إلى بلد؛ وأنشد قول هميان : أمست همومي... البيت. وقيل {والنازعات} للكافرين {والناشطات} للمؤمنين، فالملائكة يجذبون روح المؤمن برفق، والنزع جذب : شدة، والنشط جذب برفق. وقيل : هما جميعا للكفار والآيتان بعدهما للمؤمنين عند فراق الدنيا. قوله تعالى {والسابحات سبحا} قال علي رضي الله عنه : هي الملائكة تسبح بأرواح المؤمنين. الكلبي : هي الملائكة تقبض أرواح المؤمنين، كالذي يسبح في الماء، فأحيانا ينغمس وأحيانا يرتفع، يسلونها سلا رفيقا بسهولة، ثم يدعونها حتى تستريح. وقال مجاهد وأبو صالح : هي الملائكة ينزلون من السماء مسرعين لأم الله، كما يقال للفرس الجواد سابح : إذا أسرع في جريه. وعن مجاهد أيضا : الملائكة تسبح في نزولها وصعودها. وعنه أيضا : السابحات : الموت يسبح في أنفس بني آدم. وقيل : هي الخيل الغزاة؛ قال عنترة : والخيل تعلم حين تسـ ** ـبح في حياض الموت سبحا وقال امرؤ القيس : مسح إذا ما السابحات على الونى ** أثرن غبارا بالكديد المركل قتادة والحسن : هي النجوم تسبح في أفلاكها، وكذا الشمس والقمر؛ قال الله تعالى {كل في فلك يسبحون}. عطاء : هي السفن تسبح في الماء. ابن عباس : السابحات أرواح المؤمنين تسبح شوقا إلى لقاء الله ورحمته حين تخرج. قوله تعالى {فالسابقات سبقا} قال علي رضي الله عنه : هي الملائكة تسبق الشياطين بالوحي إلى الأنبياء عليهم السلام. وقاله مسروق ومجاهد. وعن مجاهد أيضا وأبي روق : هي الملائكة سبقت ابن آدم بالخير والعمل الصالح. وقيل : تسبق بني آدم إلى العمل الصالح فتكتبه. وعن مجاهد أيضا : الموت يسبق الإنسان. مقاتل : هي الملائكة تسبق بأرواح المؤمنين إلى الجنة. ابن مسعود : هي أنفس المؤمنين تسبق، إلى الملائكة الذين يقبضونها وقد عاينت السرور، شوقا إلى لقاء الله تعالى ورحمته. ونحو عن الربيع، قال : هي النفوس تسبق بالخروج عند الموت. وقال قتادة والحسن ومعمر : هي النجوم يسبق بعضها بعضا في السير. عطاء : هي الخيل التي تسبق إلى الجهاد. وقيل : يحتمل أن تكون السابقات ما تسبق من الأرواح قبل الأجساد إلى جنة أو نار؛ قال الماوردي. وقال الجرجاني : ذكر {فالسابقات} بالفاء لأنها مشتقة من التي قبلها؛ أي واللائي يسبحن فيسبقن، تقول : قام فذهب؛ فهذا يوجب أن يكون القيام سببا للذهاب، ولو قلت : قام وذهب، لم يكن القيام سببا للذهاب. قوله تعالى {فالمدبرات أمرا} قال القشيري : أجمعوا على أن المراد الملائكة. وقال الماوردي : فيه قولان : أحدهما الملائكة؛ قال الجمهور. والقول الثاني هي الكواكب السبعة. حكاه خالد بن معدان عن معاذ بن جبل. وفي تدبيرها الأمر وجهان : أحدهما تدبير طلوعها وأفولها. الثاني تدبيرها ما قضاه الله تعالى فيها من تقلب الأحوال. وحكى هذا القول أيضا القشيري في تفسيره، وأن الله تعالى علق كثيرا من تدبير أم العالم بحركات النجوم، فأضيف التدبير إليها وإن كان من الله، كما يسمى الشيء باسم ما يجاوره. وعلى أن المراد بالمدبرات الملائكة، فتدبيرها نزولها بالحلال والحرام وتفصيله؛ قاله ابن عباس وقتادة وغيرهما. وهو إلى الله جل ثناؤه، ولكن لما نزلت الملائكة به سميت بذلك؛ كما قال عز وجل {نزل به الروح الأمين}[الشعراء : 193]. وكما قال تعالى{فإنه نزله على قلبك}[البقرة : 97]. يعني جبريل نزله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، والله عز وجل هو الذي أنزل. وروى عطاء عن ابن عباس {فالمدبرات أمرا} : الملائكة وكلت بتدبير أحوال الأرض في الرياح والأمطار وغير ذلك. قال عبدالرحمن بن ساباط : تدبير أمر الدنيا إلى أربعة؛ جبريل وميكائيل وملك الموت واسمه عزرائيل وإسرافيل، فأما جبريل فموكل بالرياح والجنود، وأما ميكائيل فموكل بالقطر والنبات، وأما ملك الموت فموكل بقبض الأنفس في البر والبحر، وأما إسرافيل فهو ينزل بالأمر عليهم، وليس من الملائكة أقرب من إسرافيل، وبينه وبين العرش مسيرة خمسمائة عام. وقيل : أي وكلوا بأمور عرفهم الله بها. ومن أول السورة إلى هنا قسم أقسم الله به، ولله أن يقسم بما شاء من خلقه، وليس لنا ذلك إلا به عز وجل. وجواب القسم مضمر، كأنه قال : والنازعات وكذا وكذا لتبعثن ولتحاسبن. أضمر لمعرفة السامعين بالمعنى؛ قاله الفراء. ويدل عليه قوله تعالى {أئذا كنا عظاما نخرة} ألست ترى أنه كالجواب لقولهم {أئذا كنا عظاما نخرة} نبعث؟ فاكتفى بقول {أئذا كنا عظاما نخرة}؟ وقال قوم : وقع القسم على قوله {إن في ذلك لعبرة لمن يخشى}[النازعات : 26] وهذا اختيار الترمذي بن علي. أي فيما قصصت من ذكر يوم القيامة وذكر موسى وفرعون {لعبرة لمن يخشى} ولكن وقع القسم على ما في السورة مذكورا ظاهرا بارزا أحرى وأقمن من أن يؤتي بشيء ليس بمذكور فيما قال ابن الأنباري : وهذا قبيح، لأن الكلام قد طال فيما بينهما. وقيل : جواب القسم {هل أتاك حديث موسى} لأن المعنى قد أتاك. وقيل : الجواب {يوم ترجف الراجفة} على تقدير ليوم ترجف، فحذف اللام. وقيل : فيه تقديم وتأخير، وتقديره يوم ترجف الراجفة وتتبعها الرادفة والنازعات غرقا. وقال السجستاني : يجوز أن يكون هذا من التقديم والتأخير، كأنه قال : فإذا هم بالساهرة والنازعات. ابن الأنباري : وهذا خطأ؛ لأن الفاء لا يفتح بها الكلام، والأول الوجه. وقيل : إنما وقع القسم على أن قلوب أهل النار تجف، وأبصارهم تخشع، فانتصاب {يوم ترجف الراجفة} على هذا المعنى، ولكن لم يقع عليه. قال الزجاج : أي قلوب واجفة يوم ترجف، وقيل : انتصب بإضمار اذكر و{ترجف} أي تضطرب. والراجفة : أي المضطربة كذا قال عبدالرحمن بن زيد؛ قال : هي الأرض، والرادفة الساعة. مجاهد : الراجفة الزلزلة {تتبعها الرادفة} الصيحة. وعنه أيضا وابن عباس والحسن وقتادة : هما الصيحتان. أي النفختان. أما الأولى فتميت كل شيء بإذن الله تعالى، وأما الثانية فتحيي كل شيء بإذن الله تعالى. وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (بينهما أربعون سنة) وقال مجاهد أيضا : الرادفة حين تنشق السماء وتحمل الأرض والجبال فتدك دكة واحدة، وذلك بعد الزلزلة. وقيل : الراجفة تحرك الأرض، والرادفة زلزلة أخرى تفني الأرضين . فالله أعلم. وقد مضى في آخر النمل ما فيه كفاية في النفخ في الصور. وأصل الرجفة الحركة، قال الله تعالى {يوم ترجف الأرض} وليست الرجفة ههنا من الحركة فقظ، بل من قولهم : رجف الرعد يرجف رجفا ورجيفا : أي أظهر الصوت والحركة، ومنه سميت الأراجيف، لاضطراب الأصوات بها، وإفاضة الناس فيها؛ قال : أبالأراجيف يا ابن اللؤم توعدني ** وفي الأراجيف خلت اللؤم والخورا وعن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ذهب ربع الليل قام ثم قال : (يا أيها الناس أذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه). {قلوب يومئذ واجفة} أي خائفة وجلة؛ قاله ابن عباس وعليه عامة المفسرين. وقال السدي : زائلة عن أماكنها. نظيره {إذ القلوب لدى الحناجر}[غافر : 18]. وقال المؤرج : قلقة مستوفزة، مرتكضة غير ساكنة. وقال المبرد : مضطربة. والمعنى متقارب، والمراد قلوب الكفار؛ يقال وجف القلب يجف وجيفا إذا خفق، كما يقال : وجب يجب وجيبا، ومنه وجيف الفرس والناقة في العدو، والإيجاف حمل الدابة على السير السريع، قال : بدلن بعد جرة صريفا ** وبعد طول النفس الوجيفا و{قلوب} رفع بالابتداء و{واجفة} صفتها. و{أبصارها خاشعة} خبرها؛ مثل قول {ولعبد مؤمن خير من مشرك}[البقرة : 221]. ومعنى {خاشعة} منكسرة ذليلة من هول ما ترى. نظيره {خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة}[القلم : 43]. والمعنى أبصار أصحابها، فحذف المضاف. {يقولون أئنا لمردودون في الحافرة} أي يقول هؤلاء المكذبون المنكرون للبعث، إذا قيل لهم إنكم تبعثون، قالوا منكرين متعجبين : أنرد بعد موتنا إلى أول الأم، فنعود أحياء كما كنا قبل الموت؟ وهو كقولهم {أئنا لمبعوثون خلقا جديدا} يقال : رجع فلان في حافرته، وعلى حافرته، أي رجع من حيث جاء؛ قال قتادة. وأنشد ابن الأعرابي : أحافرة على صلع وشيب ** معاذ الله من سفه وعار يقول : أأرجع إلى ما كنت عليه في شبابي من الغزل والصبا بعد أن شبت وصلعت! ويقال : رجع على حافرته : أي الطريق الذي جاء منه. وقولهم في المثل : النقد عند الحافرة. قال يعقوب : أي عند أول كلمة. ويقال : ألتقي القوم فاقتتلوا عند الحافرة. أي عند أول ما التقوا. وقيل : الحافرة العاجلة؛ أي أئنا لمردودون إلى الدنيا فنصبر أحياء كما كنا؟ قال الشاعر : آليت لا أنساكم فاعلموا ** حتى يرد الناس في الحافرة وقيل : الحافرة : الأرض التي تحفر فيها قبورهم، فهي بمعنى المحفورة؛ كقوله تعالى {ماء دافق} و{عيشة راضية}. والمعنى أئنا لمردودون في قبورنا أحياء. قال مجاهد والخليل والفراء. وقيل : سميت الأرض الحافرة؛ لأنها مستقر الحوافر، كما سميت القدم أرضا؛ لأنها على الأرض. والمعنى أئنا لراجعون بعد الموت إلى الأرض فنمشي على أقدامنا. وقال ابن زيد : الحافرة : النار، وقرأ {تلك إذا كرة خاسرة}. وقال مقاتل وزيد بن أسلم : هي اسم من أسماء النار. وقال ابن عباس : الحافرة في كلام العرب : الدنيا. وقرأ أبو حيوة {الحفرة} بغير ألف، مقصور من الحافر. وقيل : الحفرة : الأرض المنتنة بأجساد موتاها؛ من قولهم : حفرت أسنانه، إذا ركبها الوسخ من ظاهرها وباطنها. يقال : في أسنانه حفر، وقد حفرت تحفر حفرا، مثل كسر يكسر كسرا إذا فسدت أصولها. وبنو أسد يقولون : في أسنانه حفر بالتحريك. وقد حفرت مثال تعب تعبا، وهي أردأ اللغتين؛ قاله في الصحاح. قوله تعالى {أئذا كنا عظاما نخرة} أي بالية متفتتة. يقال : نخر العظم بالكسر : أي بلي وتفتت؛ يقال : عظام نخرة. وكذا قرأ الجمهور من أهل المدينة ومكة والشام والبصرة، واختاره أبو عبيد؛ لأن الآثار التي تذكر فيها العظام، نظرنا فيها فرأينا نخرة لا ناخرة. وقرأ أبو عمرو وابنه عبدالله وابن عباس وابن مسعود وابن الزبير وحمزة والكسائي وأبو بكر {ناخرة} بألف، واختاره الفراء والطبري وأبو معاذ النحوي؛ لوفاق رؤوس الآي. وفي الصحاح : والناخر من العظام التي تدخل الريح فيه ثم تخرج منه ولها نخير. ويقال : ما بها ناخر، أي ما بها أحد. حكاه يعقوب عن الباهلي. وقال أبو عمرو بن العلاء : الناخرة التي لم تنخر بعد، أي لم تبل ولا بد أن تنخر. وقيل : الناخر المجوفة. وقيل : هما لغتان بمعنى؛ كذلك تقول العرب : نخر الشيء فهو نخر وناخر؛ كقولهم : طمع فهو طمع وطامع، وحذر وحاذر، وبخل وباخل، وفره وفاره؛ قال الشاعر : يظل بها الشيخ الذي كان بادنا ** يدب على عوج له نخرات عوج : يعني قوائم. وفي بعض التفسير : ناخرة بالألف : بالية، ونخرة : تنخر فيها الريح أي تمر فيها، على عكس الأول؛ قال : من بعد ما صرت عظاما ناخره وقال بعضهم : الناخرة : التي أكلت أطرافها وبقيت أوساطها. والنخرة : التي فسدت كلها. قال مجاهد : نخرة أي مرفوتة؛ كما قال تعالى{عظاما ورفاتا} ونخرة الريح بالضم : شدة هبوبها. والنخرة أيضا والنخرة مثال الهمزة : مقدم أنف الفرس والحمار والخنزير؛ يقال : هشم نخرته : أي أنفه. {قالوا تلك إذا كرة خاسرة} أي رجعة خائبة، كاذبة باطلة، أي ليست كائبة؛ قاله الحسن وغيره. الربيع بن أنس{خاسرة} على من كذب بها. وقيل : أي هي كرة خسران. والمعنى أهلها خاسرون؛ كما يقال : تجارة رابحة أي يربح صاحبها. ولا شيء أخسر من كرة تقتضي المصير إلى النار. وقال قتادة ومحمد بن كعب : أي لئن رجعنا أحياء بعد الموت لنحشرن بالنار، وإنما قالوا هذا لأنهم أوعدوا بالنار. والكر : الرجوع؛ يقال : كرة، وكر بنفسه، يتعدى ولا يتعدى. والكرة : المرة، والجمع الكرات. قوله تعالى {فإنما هي زجرة واحدة} ذكر جل ثناؤه سهولة البعث عليه فقال {فإنما هي زجرة واحدة}. وروى الضحاك عن ابن عباس قال : نفخة واحدة {فإذا هم} أي الخلائق أجمعون {بالساهرة} أي على وجه الأرض، بعد ما كانوا في بطنها. قال الفراء : سميت بهذا الاسم؛ لأن فيها نوم الحيوان وسهرهم. والعرب تسمي الفلاة ووجه الأرض ساهرة، بمعنى ذات سهو؛ لأنه يسهر فيها خوفا منها، فوصفها بصفة ما فيها؛ واستدل ابن عباس والمفسرون بقول أمية ابن أبي الصلت : وفيها لحمُ ساهرةٍ وبحر ** وما فاهوا به لهم مقيم وقال آخر يوم ذي قار لفرسه : أقدم محاج إنها الأساوره ** ولا يهولنك رجل نادره فإنما قصرك ترب الساهره ** ثم تعود بعدها في الحافره من بعد ما صرت عظاما ناخره وفي الصحاح. ويقال : الساهور : ظل الساهرة، وهي وجه الأرض. ومنه قوله تعالى {فإذا هم بالساهرة}، قال أبو كبير الهذلي : يرتدن ساهرة كان جميمها ** وعميمها أسداف ليل مظلم ويقال : الساهور : كالغلاف للقمر يدخل فيه إذا كسف، وأنشدوا قول أمية بن أبي الصلت : قمر وساهور يسل ويغمد وأنشدوا الآخر في وصف امرأة : كأنها عرق سام عند ضاربه ** أو شقة خرجت من جوف ساهور يريد شقة القمر. وقيل : الساهرة : هي الأرض البيضاء. وروى الضحاك عن ابن عباس قال : أرض من فضة لم يعص الله جل ثناؤه عليها قط خلقها حينئذ. وقيل : أرض جددها الله يوم القيامة. وقيل : الساهرة اسم الأرض السابعة يأتي بها الله تعالى فيحاسب عليها الخلائق، وذلك حين تبدل الأرض غير الأرض. وقال الثوري : الساهرة : أرض الشام. وهب بن منبه : جبل بيت المقدس. عثمان بن أبي العاتكة : إنه اسم مكان من الأرض بعينه، بالشام، وهو الصقع الذي بين جبل أريحاء وجبل حسان يمده الله كيف يشاء. قتادة : هي جهنم أي فإذا هؤلاء الكفار في جهنم. وإنما قيل لها ساهرة؛ لأنهم لا ينامون عليها حينئذ. وقيل : الساهرة : بمعنى الصحراء على شفير جهنم؛ أي يوقفون بأرض القيامة، فيدوم السهر حينئذ. ويقال : الساهرة : الأرض البيضاء المستوية سميت بذلك، لأن السراب يجري فيها من قولهم عين ساهرة : جارية الماء، وفي ضدها : نائمة؛ قال الأشعث بن قيس : وساهرة يضحي السراب مجللا ** لأقطارها قد جئتها متلثما أو لأن سالكها لا ينام خوف الهلكة.

التفسير الميسّر:

أقسم الله تعالى بالملائكة التي تنزع أرواح الكفار نزعا شديدا، والملائكة التي تقبض أرواح المؤمنين بنشاط ورفق، والملائكة التي تَسْبَح في نزولها من السماء وصعودها إليها، فالملائكة التي تسبق وتسارع إلى تنفيذ أمر الله، فالملائكة المنفذات أمر ربها فيما أوكل إليها تدبيره من شؤون الكون -ولا يجوز للمخلوق أن يقسم بغير خالقه، فإن فعل فقد أشرك- لتُبعثَنَّ الخلائق وتُحَاسَب، يوم تضطرب الأرض بالنفخة الأولى نفخة الإماتة، تتبعها نفخة أخرى للإحياء.

تفسير السعدي

{ وَالسَّابِحَاتِ } أي: المترددات في الهواء صعودا ونزولا { سَبْحًا }


تفسير البغوي

( والسابحات سبحا ) هم الملائكة يقبضون أرواح المؤمنين يسلونها سلا رفيقا ، ثم يدعونها حتى تستريح كالسابح بالشيء في الماء يرفق به .

وقال مجاهد وأبو صالح : هم الملائكة ينزلون من السماء مسرعين كالفرس الجواد يقال له سابح إذا أسرع في جريه .

وقيل : هي خيل الغزاة . وقال قتادة : هي النجوم والشمس [ والقمر ] قال الله تعالى : " كل في فلك يسبحون " ( الأنبياء - 33 ) .

وقال عطاء : هي السفن .


الإعراب:

معطوف على ما قبله

---

Traslation and Transliteration:

Waalssabihati sabhan

بيانات السورة

اسم السورة سورة النازعات (An-Nazi'at - Those who drag forth)
ترتيبها 79
عدد آياتها 46
عدد كلماتها 179
عدد حروفها 762
معنى اسمها نَزَعَ الشّيءَ: اقْتَلَعَهُ وَأَزَالَهُ وَخَلَعَهُ. وَالمُرَادُ (بِالنَّازِعَاتِ): الْمَلائِكَةُ تَنْزِعُ أَرْوَاحَ الْكُفَّارِ الْخَبِيثَةِ مِنْ أَجْسَادِهِمْ بِشِدَّةٍ وَعُسْرٍ
سبب تسميتها انْفِرَادُ السُّورَةِ بِوَصْفِ المَلَائِكَةِ (بِالنَّازِعَاتِ)، وَدِلَالَةُ هَذَا الاسْمِ عَلَى الْمَقْصِدِ الْعَامِّ لِلسُّورَةِ وَمَوضُوعَاتِهَا
أسماؤها الأخرى اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (النَّازِعَاتِ)، وَتُسَمَّى سُورَةَ (السَّاهِرَةِ)، وَسُورَةَ (الطَّامَّةِ)
مقاصدها إِثْبَاتُ عَقِيدَةِ الْيَومِ الآخِرِ وَالْبَعْثِ وَالنُّشُورِ وَانْقِسَامِ النَّاسِ يَومَ الْقِيَامَةِ
أسباب نزولها سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ يُنقَل سَبَبٌ لِنـُزُوْلِهَا جُملَةً وَاحِدَةً، ولكِن صَحَّ لِبَعْضِ آيَاتِها سَبَبُ نُزُولٍ
فضلها مِنَ النَّظَائِرِ الَّتِي كَانَ يَقرَأُ بِهَا النَّبِيُّ ﷺ فِي الصَّلَوَاتِ، فَفِي حَدِيثِ ابنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه الطَّويْلِ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقْرَأُ النَّظَائِرَ، السُّورَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ، .... (وَسَأَلَ سَائِلٌ وَالنَّازِعَاتِ) فِي رَكْعَةٍ». (حَدِيثٌ صَحيحٌ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُد)
مناسبتها مُنَاسَبَةُ أَوَّلِ سُورَةِ (النَّازِعَاتِ) بِآخِرِهَا: تَقْرِيرُ يَومِ الْقِيَامَةِ، فَافْتُتِحَتْ بِمَجْمُوعَةِ أَقْسَامٍ لِتَقْرِيرِ يَومِ الْقِيَامَةِ، فَقَالَ: ﴿يَوۡمَ تَرۡجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ ٦ تَتۡبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ ٧﴾... الآيَاتِ، وَخُتِمَتْ بِذِكْرِ السَّاعَةِ، فَقَالَ: ﴿يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرۡسَىٰهَا ٤٢﴾. مُنَاسَبَةُ سُورَةِ (النَّازِعَاتِ) لِمَا قَبلَهَا مِنْ سُورَةِ (النَّبَإِ): لَمَّا خُتِمَتْ سُورَةُ (النَّبَإِ) بِقَولِ الْكَافِرِ: ﴿يَٰلَيۡتَنِي كُنتُ تُرَٰبَۢا ٤٠﴾، نَاسَبَ افْتِتَاحَ (النَّازِعَاتِ) بِوَصْفِ نَزْعِ رُوحِهِ بِشِدَّةٍ فِي قَولِهِ: ﴿وَٱلنَّٰزِعَٰتِ غَرۡقٗا ١﴾
اختر الًجزء:
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
اختر السورة:
1 - ﴿الفاتحة﴾
2 - ﴿البقرة﴾
3 - ﴿آل عمران﴾
4 - ﴿النساء﴾
5 - ﴿المائدة﴾
6 - ﴿الأنعام﴾
7 - ﴿الأعراف﴾
8 - ﴿الأنفال﴾
9 - ﴿التوبة﴾
10 - ﴿يونس﴾
11 - ﴿هود﴾
12 - ﴿يوسف﴾
13 - ﴿الرعد﴾
14 - ﴿إبراهيم﴾
15 - ﴿الحجر﴾
16 - ﴿النحل﴾
17 - ﴿الإسراء﴾
18 - ﴿الكهف﴾
19 - ﴿مريم﴾
20 - ﴿طه﴾
21 - ﴿الأنبياء﴾
22 - ﴿الحج﴾
23 - ﴿المؤمنون﴾
24 - ﴿النور﴾
25 - ﴿الفرقان﴾
26 - ﴿الشعراء﴾
27 - ﴿النمل﴾
28 - ﴿القصص﴾
29 - ﴿العنكبوت﴾
30 - ﴿الروم﴾
31 - ﴿لقمان﴾
32 - ﴿السجدة﴾
33 - ﴿الأحزاب﴾
34 - ﴿سبأ﴾
35 - ﴿فاطر﴾
36 - ﴿يس﴾
37 - ﴿الصافات﴾
38 - ﴿ص﴾
39 - ﴿الزمر﴾
40 - ﴿غافر﴾
41 - ﴿فصلت﴾
42 - ﴿الشورى﴾
43 - ﴿الزخرف﴾
44 - ﴿الدخان﴾
45 - ﴿الجاثية﴾
46 - ﴿الأحقاف﴾
47 - ﴿محمد﴾
48 - ﴿الفتح﴾
49 - ﴿الحجرات﴾
50 - ﴿ق﴾
51 - ﴿الذاريات﴾
52 - ﴿الطور﴾
53 - ﴿النجم﴾
54 - ﴿القمر﴾
55 - ﴿الرحمن﴾
56 - ﴿الواقعة﴾
57 - ﴿الحديد﴾
58 - ﴿المجادلة﴾
59 - ﴿الحشر﴾
60 - ﴿الممتحنة﴾
61 - ﴿الصف﴾
62 - ﴿الجمعة﴾
63 - ﴿المنافقون﴾
64 - ﴿التغابن﴾
65 - ﴿الطلاق﴾
66 - ﴿التحريم﴾
67 - ﴿الملك﴾
68 - ﴿القلم﴾
69 - ﴿الحاقة﴾
70 - ﴿المعارج﴾
71 - ﴿نوح﴾
72 - ﴿الجن﴾
73 - ﴿المزمل﴾
74 - ﴿المدثر﴾
75 - ﴿القيامة﴾
76 - ﴿الإنسان﴾
77 - ﴿المرسلات﴾
78 - ﴿النبأ﴾
79 - ﴿النازعات﴾
80 - ﴿عبس﴾
81 - ﴿التكوير﴾
82 - ﴿الانفطار﴾
83 - ﴿المطففين﴾
84 - ﴿الانشقاق﴾
85 - ﴿البروج﴾
86 - ﴿الطارق﴾
87 - ﴿الأعلى﴾
88 - ﴿الغاشية﴾
89 - ﴿الفجر﴾
90 - ﴿البلد﴾
91 - ﴿الشمس﴾
92 - ﴿الليل﴾
93 - ﴿الضحى﴾
94 - ﴿الشرح﴾
95 - ﴿التين﴾
96 - ﴿العلق﴾
97 - ﴿القدر﴾
98 - ﴿البينة﴾
99 - ﴿الزلزلة﴾
100 - ﴿العاديات﴾
101 - ﴿القارعة﴾
102 - ﴿التكاثر﴾
103 - ﴿العصر﴾
104 - ﴿الهمزة﴾
105 - ﴿الفيل﴾
106 - ﴿قريش﴾
107 - ﴿الماعون﴾
108 - ﴿الكوثر﴾
109 - ﴿الكافرون﴾
110 - ﴿النصر﴾
111 - ﴿المسد﴾
112 - ﴿الإخلاص﴾
113 - ﴿الفلق﴾
114 - ﴿الناس﴾
اختر الًصفحة:
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62
63
64
65
66
67
68
69
70
71
72
73
74
75
76
77
78
79
80
81
82
83
84
85
86
87
88
89
90
91
92
93
94
95
96
97
98
99
100
101
102
103
104
105
106
107
108
109
110
111
112
113
114
115
116
117
118
119
120
121
122
123
124
125
126
127
128
129
130
131
132
133
134
135
136
137
138
139
140
141
142
143
144
145
146
147
148
149
150
151
152
153
154
155
156
157
158
159
160
161
162
163
164
165
166
167
168
169
170
171
172
173
174
175
176
177
178
179
180
181
182
183
184
185
186
187
188
189
190
191
192
193
194
195
196
197
198
199
200
201
202
203
204
205
206
207
208
209
210
211
212
213
214
215
216
217
218
219
220
221
222
223
224
225
226
227
228
229
230
231
232
233
234
235
236
237
238
239
240
241
242
243
244
245
246
247
248
249
250
251
252
253
254
255
256
257
258
259
260
261
262
263
264
265
266
267
268
269
270
271
272
273
274
275
276
277
278
279
280
281
282
283
284
285
286
287
288
289
290
291
292
293
294
295
296
297
298
299
300
301
302
303
304
305
306
307
308
309
310
311
312
313
314
315
316
317
318
319
320
321
322
323
324
325
326
327
328
329
330
331
332
333
334
335
336
337
338
339
340
341
342
343
344
345
346
347
348
349
350
351
352
353
354
355
356
357
358
359
360
361
362
363
364
365
366
367
368
369
370
371
372
373
374
375
376
377
378
379
380
381
382
383
384
385
386
387
388
389
390
391
392
393
394
395
396
397
398
399
400
401
402
403
404
405
406
407
408
409
410
411
412
413
414
415
416
417
418
419
420
421
422
423
424
425
426
427
428
429
430
431
432
433
434
435
436
437
438
439
440
441
442
443
444
445
446
447
448
449
450
451
452
453
454
455
456
457
458
459
460
461
462
463
464
465
466
467
468
469
470
471
472
473
474
475
476
477
478
479
480
481
482
483
484
485
486
487
488
489
490
491
492
493
494
495
496
497
498
499
500
501
502
503
504
505
506
507
508
509
510
511
512
513
514
515
516
517
518
519
520
521
522
523
524
525
526
527
528
529
530
531
532
533
534
535
536
537
538
539
540
541
542
543
544
545
546
547
548
549
550
551
552
553
554
555
556
557
558
559
560
561
562
563
564
565
566
567
568
569
570
571
572
573
574
575
576
577
578
579
580
581
582
583
584
585
586
587
588
589
590
591
592
593
594
595
596
597
598
599
600
601
602
603
604


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!