الفتوحات المكية

اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


(الخاتمة)

وليكن ذلك آخر « كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر » جعله اللّه تعالى خالص لوجهه الكريم ونفع به مؤلفه وكاتبه وسامعه والناظر فيه، وقد ألفته بحمد اللّه في دون شهر وطالعت « الفتوحات » على عدد مباحثه فكنت أطالع على كل مبحث جميع الكتاب لأخذ النقول المناسبة له وقد عدوا ذلك من الكرامات فإن « الفتوحات » عشر مجلدات ضخمة فعلى ذلك الحساب قد طالعت في كل يوم « الفتوحات » مرتين ونصفا مقدار ذلك خمسة وعشرون جزءا كل يوم وقد قدمنا في مبحث الكرامات أنه يجب على صاحب الكرامة أن يؤمن بها كما يؤمن بها إذا وقعت على يد غيره فالمؤلف أول مؤمن بهذه الكرامة فلله الحمد أولا وآخرا. وكان الفراغ من تأليفه في يوم الاثنين المبارك سابع عشر رجب سنة خمس وخمسين وتسعمائة بمنزل المؤلف بمصر المحروسة بخط بين السورين هذا ما وجد كله بخط المؤلف بقوله طالعت إلى آخر الكلام. تم بحمد اللّه وعونه وحسن توفيقه وصلى اللّه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا والحمد للّه رب العالمين ؛ وقد أنشد العالم العلامة الشيخ محمد الكومي يمدح هذا الكتاب:

يواقيت علم في عقود عقائد * لذا صاغ معناها ففيها جواهر

وما هي إلا وهبة اللّه للذي * حباه قديما فهي عنه مآثر

هو العبد للوهاب وتر زمانه * بعلم له في الشرق والغرب سائر

يحق لمحيي الدين أحيا علومه * وناصره نعم الولي وناصر

فيا ربنا أوفر جزاء لسعيه * فمنه بدا علم عظيم ووافر

ومن حاز شيئا من نفائس كتبه * له اللّه يعطي ما يروم وجابر

وناظمه الكوفي يدعى محمدا * عليه من اللّه الكريم ستائر

وأنشد الشيخ أحمد الأبوصيري:

لقد رحم الرحمن عبدا لواهب * من الخير والإحسان هديا مفصل

طلا وجلا كل التفاصيل أجملت * فما أحسن التفصيل إذ جاء مجملا

بعيني رأيت البدر في وسط هالة * فقل رحم الرحمن عبدا تفضلاوجد بخط مؤلفه يقول مؤلفه عفا اللّه عنه: قد كتب على مسودة هذا الكتاب جماعة من مشايخ الإسلام بمصر وأجازوه ومدحوه ومن جملة ما كتبه الشيخ شهاب الدين بن الشلبي الحنفي في مدح مؤلفه: قد اجتمعنا على خلق كثير من أهل الطريق فلم نر أحدا منهم حام حول معاني هذا المؤلف وإنه يجب على كل مسلم حسن الاعتقاد وترك التعصب والانتقاد ونعوذ باللّه من حصول حسد يسد باب الإنصاف ويمنع من الاعتراف بجميل الأوصاف وم أحسن ما قال بعضهم: ومن البلية عذل من لا يرعوى * عن جهله وخطاب من لا يفهم ومن جملة ما كتبه شيخ الإسلام الفتوحي الحنبلي رضي اللّه عنه: لا يقدح في معاني هذا الكتاب إلا معاند مرتاب أو جاحد كذاب كما لا يسعى في تخطئة مؤلفه إلا كل عار عن علم الكتاب حائد عن طريق الصواب وكما لا ينكر فضل مؤلفه إلا كل غبي حسود أو جاعل معاند جحود أو زائغ عن السنة مارق ولإجماع أئمتها خارق انتهى. ومن جملة ما قاله شيخنا الشيخ شهاب الدين الرملي الشافعي رضي اللّه عنه بعد كلام طويل: وبالجملة فهو كتاب لا ينكر فضله ولا يختلف اثنان بأنه ما صنف مثله انتهى. ومن جملة ما قاله الشيخ شهاب الدين عميرة الشافعي رضي اللّه عنه بعد مدح الكتاب: وم كنا نظن أن اللّه تعالى يبرز في هذا الزمان مثل هذا المؤلف العظيم الشأن فجزاه اللّه عن الملة المحمدية خيرا ونفعنا ببركاته وحشرنا في زمرته انتهى، وكان من جملة ما قاله الشيخ ناصر الدين اللقاني المالكي بعد مدح الكتاب ومؤلفه:

واعلم أن المعتزلة وغيرهم من الفرق الإسلامية وإن ذمهم علماؤنا فل يقدح في حقنا نقل شيء من مذاهبهم في كتبنا فإنهم على كل حال معدودون من أهل القبلة غير محكوم بكفرهم وإن أخطئوا طريق الاستقامة التي عليها أئمة الشريعة ألا ترى إلى الإمام الزمخشري وإن جنح إلى مذهب المعتزلة كيف وهو معدود من الأئمة وعلماء الأمة وغالب الكتب مشحونة بأقواله من غير نكير فكما لا يخرج المقلد في الفروع لإمام من الأئمة خطؤه في فهمه عن الانتساب إلى مذهبه كذلك علماء الأمة من المعتزلة وغيرهم لا يخرجهم خطؤهم عن كونهم من العلماء وقد تبع جماعة من الأئمة مذاهب أهل الاعتزال كالحليمي وغيره ولم يقدح ذلك في إمامته لدقة منازع الفرق وخفائها على غالب الأفهام وكذا طريق الصوفية لا يقدح فيها عدم فهم من ليس من أهلها انتهى، ومن جملة ما قاله الشيخ محمد البرهمتوشي ونقلته من خطه على نسخة المؤلف:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، وصلى اللّه على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين، الحمد للّه الذي بذكره تتم الصالحات وبتوفيقه تنال الدرجات والصلاة والتسليم على سيد السادات ومعدن الكرامات وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى انقراض الساعات.

وبعد، فقد وقف العبد الفقير إلى اللّه تعالى محمد بن محمد البرهمتوشي الحنفي عن « اليواقيت والجواهر في عقائد الأكابر » لسيدنا ومولانا الإمام العالم العامل العلامة المحقق المدقق الفهامة خاتمة المحققين وارث علوم الأنبياء والمرسلين شيخ الحقيقة والشريعة معدن السلوك والطريق من توجه اللّه تاج العرفان ورفعه على أهل هذه الأزمان مولانا الشيخ عبد الوهاب أدام اللّه النفع به للأنام وأبقاه تعالى لنفع العباد مدى الأيام وحرسه بعينه التي لا تنام فإذا هو كتاب جل مقداره ولمعت أسراره وسحت من سحب الفضل أمطاره وفاحت في رياض التحقيق أزهاره ولاحت في سماء التوفيق شموسه وأقماره وتناغت في غياض الإرشاد بلغات الحق أطياره، فأشرقت على صفحات القلوب باليقين أنواره.

فأسأل اللّه الكريم أن يمن على العباد بطول حياته والمسؤول من فضله وإحسانه وصدقاته أن لا يخلى العبد من نظره ودعواته وأن يمتعنا بطول بقائه وحياته آمين.

الحمد للّه الذي فقه في دينه من اصطفاه من العلماء، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير الأنبياء وعلى آله وصحبه ذوي النجابة الفضلاء، ورضي اللّه عن العلماء العاملين بكتاب اللّه وسنة نبيه السمحاء.

 


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!