الرسالة القشيرية
للشيخ عبد الكريم القشيري
1/47
سمعت عَبْد اللَّهِ بْن يُوسُفَ
الأَصْبَهَانِي ، يَقُول: سمعت أبا نصر السراج الطوسي ، يَقُول: سمعت جَعْفَر بْن
مُحَمَّد بْن نصير ، يَقُول: سمعت الجنيد بْن مُحَمَّد ، يَقُول: سمعت السري ،
يَقُول: أشتهي أَن أموت ببلد غَيْر بغداد، فقيل لَهُ: وَلَمْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: أخاف
أَن لا يقبلني قبري فافتضح.
سمعت عَبْد اللَّهِ بْن يُوسُفَ الأَصْبَهَانِي ، يَقُول: سمعت أبا الْحَسَن بْن
عَبْد اللَّهِ الغوطي الطرسوسي ، يَقُول: سمعت الجنيد ، يَقُول: سمعت السري ،
يَقُول: اللَّهُمَّ مهما عذبتني بشيء ، فلا تعذبني بذل الحجاب.
سمعت عَبْد اللَّهِ بْن يُوسُفَ الأَصْبَهَانِي يَقُول: سمعت أبا بَكْر الرازي
يَقُول: سمعت الجريري يَقُول: سمعت الجنيد يَقُول: دخلت يوما عَلَى السري السقطي
وَهُوَ يبكي فَقُلْتُ لَهُ: مَا يبكيك؟ فَقَالَ: جاءتني البارحة الصبية ،
فَقَالَتْ: يا أبتي هذه الليلة حارة وَهَذَا الكوز أعلقه هاهنا ، ثُمَّ إني حملتني
عيناي فنمت ، فرأيت جارية من أَحْسَن الخلق قَدْ نزلت من السماء ، فَقُلْتُ: لمن
أَنْتَ؟ فَقَالَتْ: لمن لا يشرب الماء المبرد فِي الكيزان، فتناولت الكوز فضربت
بِهِ الأَرْض فكسرته ، قَالَ الجنيد: فرأيت الخزف لَمْ يرفعه وَلَمْ يمسه حَتَّى
عفا عَلَيْهِ التراب.