الرسالة القشيرية
للشيخ عبد الكريم القشيري
1/43
فَيَقُول: هَذَا معروف الكرخي سكر من حبي فلا
يفيق إلا بلقائي.
وَقَالَ معروف: قَالَ لي بَعْض أَصْحَاب دَاوُد الطائي: إياك أَن تترك العمل ،
فَإِن ذَلِكَ الَّذِي يقربك إِلَى رضا مولاك، فَقُلْتُ: وَمَا ذَلِكَ العمل؟
فَقَالَ: دوام طاعة ربك وخدمة الْمُسْلِمِينَ والنصيحة لَهُمْ.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن ، يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ الرازي ،
يَقُول: سمعت عَلِي بْن مُحَمَّد الدلال يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن
يَقُول: سمعت أَبِي ، يَقُول: رأيت معروفا الكرخي فِي النوم بَعْد موته ، فَقُلْتُ
لَهُ: ماذا فعل اللَّه بك؟ فَقَالَ: غفر لي ، فَقُلْتُ: بزهدك وورعك؟ فَقَالَ: لا
بقبولي موعظة ابْن السماك ولزوم الفقر ومحبتي للفقراء، وموعظة ابْن السماك مَا قاله
معروف كنت مارا بالكوفة ، فوفقت عَلَى رجل ، يقال لَهُ: ابْن السماك وَهُوَ يعظ
النَّاس ، فَقَالَ فِي خلال كلامه: من أعرض عَنِ اللَّه بكليته أعرض اللَّه عَنْهُ
جملة، ومن أقبل عَلَى اللَّه بقلبه أقبل اللَّه برحمته إِلَيْهِ، ، وأقبل بجميع
وجوه الخلق إِلَيْهِ، ومن كَانَ مرة ومرة فالله يرحمه وقتا مَا ، فوقع كلامه فِي
قلبي ، فأقبلت عَلَى اللَّه تعالي ، وتركت جَمِيع مَا كنت عَلَيْهِ إلا خدمة مولاي
عَلِي بْن موسي الرضا ، وذكرت هَذَا الْكَلام لمولاي، فَقَالَ: يكفيك بِهَذَا موعظة
إِن اتعظت، أخبرني بِهَذِهِ الحكاية مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن ، قَالَ: سمعت عَبْد
الرحيم بْن عَلِيّ الحافظ ببغداد ، يَقُول: سمعت مُحَمَّد بْن عُمَر بْن الفضل ،
يَقُول: سمعت عَلِي بْن عيسى ، يَقُول: سمعت سريا السقطي ، يَقُول: سمعت معروفا ،
يَقُول ذَلِكَ، وقيل لمعروف فِي مرض موته: أوص ،