الرسالة القشيرية
للشيخ عبد الكريم القشيري
1/233
بَاب الورع
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَي الْمُزَكِّيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ
بْنِ سُلَيْمَانَ الزَّاهِدُ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ
قُتَيْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْخُرَسَانِيُّ قَالَ:
حَدَّثَنَا يَحْيَي بْنُ الْعَيْزَارِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْن يُوسُفَ
الْفِرْيَابِيُّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ الأَجْلَحِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ حُسْنِ إِسْلامِ
الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَالا يَعْنِيهِ»
قَالَ الأستاذ الإِمَام رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أما الورع فَإِنَّهُ ترك الشبهات
كَذَلِكَ قَالَ إِبْرَاهِيم بْن أدهم الورع ترك كُل شهبة وترك مالا يعنيك هُوَ ترك
الفضلات وَقَالَ أَبُو بَكْر الصديق رضى اللَّه عَنْهُ: كُنَّا ندع سبعين بابا من
الحلال مخافة أَن نقع فِي بَاب من الحرام.
وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبي هُرَيْرَة: كن ورعا تكن أعبد
النَّاس سمعت الشيخ أبا عَبْد الرَّحْمَنِ السلمي يَقُول: سمعت أبا الْعَبَّاس
البغدادي يَقُول: سمعت جَعْفَر بْن مُحَمَّد يَقُول: سمعت الجنيد يَقُول: سمعت
السري يَقُول: كَانَ أهل الورع فِي أوقاتهم أربعة: حذيفة المرعشي ويوسف بْن أسباط
وإبراهيم بْن أدهم وسليمان الخواص، فنظروا فِي الورع فلما ضاقت عَلَيْهِم الأمور
فزعوا إِلَى التقلل، وسمعته يَقُول: سمعت أبا القاسم الدمشقي يَقُول: سمعت الشبلي
يَقُول: الورع أَن تتورع عَن كُل مَا سِوَى اللَّه تَعَالَى،