الفتوحات المكية

الرسالة القشيرية

للشيخ عبد الكريم القشيري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


1/213

يَقُول: إلهي لا أقول تبت ولا أعود لما أعرف من خلقي ولا أضمن ترك الذنوب لما أعرف من ضعفى ثُمَّ إني أقول لا أعود لعلي أَن أموت قبل أَن أعود وَقَالَ ذو النون الاستغفار من غَيْر إقلاع توبة الكاذبين.
سمعت مُحَمَّد بْن الْحُسَيْن يَقُول سمعت النصرأباذي يَقُول سمعت ابْن يزدانيار يَقُول وَقَدْ سئل عَنِ العبد إِذَا خرج إِلَى اللَّه عَلَى أي أصل يخرج فَقَالَ: عَلَى أَن لا يعود إِلَى مَا منه خرج ولا يراعي غَيْر من إِلَيْهِ خرج ويحفظ سره عَن ملاحظة مَا تبرأ منه فقيل لَهُ هَذَا حكم من خرج عَن وجود فكيف حكم من خرج عَن عدم فَقَالَ: وجود الحلاوة فِي المستأنف عوضا عَنِ المرارة فِي السالف.
وسئل البوشنجي عَنِ التوبة فَقَالَ: إِذَا ذكرت الذنب ثُمَّ لا تجد حلاوته عِنْدَ ذكره فَهُوَ التوبة وَقَالَ ذو النون حقيقة التوبة أَن تضيق عليك الأَرْض بِمَا رحبت حَتَّى لا يَكُون لَك قرار ثُمَّ تضيق عليك نفسك كَمَا أخبر اللَّه تَعَالَى فِي كتابه بقوله: {وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا} [التوبة: 118] وَقَالَ ابْن عَطَاء التوبة توبتان: توبه الإنابة وتوبة الاستجابة فتوبة الإنابة أَن يتوب العبد خوفا من عقوبته وتوبة الاستجابة أَن يتوب حياء من كرمه.
وقيل لأبي حفص: لَمْ يبغض التائب الدنيا؟ قَالَ لأنها دار باشر فِيهَا الذنوب فقيل لَهُ أَيْضًا هِيَ دار أكرمه اللَّه فِيهَا بالتوبة فَقَالَ: إنه من الذنب عَلَى يقين ومن قبول توبته عَلَى خطر.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!