الفتوحات المكية

الرسالة القشيرية

للشيخ عبد الكريم القشيري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


1/168

وجمع الجمع فَوْقَ هَذَا ويختلف النَّاس فِي هذه الجملة عَلَى حسب تباين أحوالهم وتفاوت درجاتهم فمن أثبت نَفْسه وأثبت الخلق ولكن شاهد الكل قائما بالحق، فهذا هُوَ جمع وإذا كَانَ مختطفا عَن شهود الخلق مصطلما عَن نَفْسه مأخوذا بالكلية عَنِ الإحساس بكل غَيْر بِمَا ظهر واستولى من سلطان الحقيقة فذاك جمع الجمع، والتفرقة.
شهود الأغيار لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ والجمع شهود الأغيار بالله وجمع الجمع الاستهلاك بالكلية وفناء الإحساس بِمَا سِوَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ غلبات الحقيقة وبعد هَذَا حال عزيزة يسميها الْقَوْم الفرق الثَّانِي وَهُوَ أَن يرد إِلَى الصحو عِنْدَ أوقات أداء الفرائض ليجري عَلَيْهِ الفرائض فِي أوقات فيكون رجوعا لِلَّهِ بالله تَعَالَى لا للعبد بالعبد فالعبد يطالع نَفْسه فِي هذه الحالة فِي تصريف الحق سبحانه يشهد مبدأ ذاته وعينه بقدرته ومجري أفعاله وأحواله عَلَيْهِ بعلمه ومشيئته وأشار بَعْضهم بلفظ الجمع والفرق إِلَى تصريف الحق جمع الخلق، فجمع الكل فِي التقليب والتصريف من حيث إنه منشئ ذواتهم ومجري صفاتهم ثُمَّ فرقهم فِي التنويع ففريقا أسعدهم وفريقا أبعدهم وأشقاهم وفريقا هداهم وفريقا أضلهم


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!