الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


موعظة الحارث بن هشام

قال: إن حقا على كل مسلم النصيحة لك يا عمر، والاجتهاد في أداء حقك، ولهم عليك بمثل الذي لك عليهم، لما أفضى الله عز وجل إليك من هذا الأمر العظيم الذي توليته من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، أسودها وأحمرها.

عليك بتقوى الله عز وجل في سريرتك وعلانيتك، والاعتصام بما شرع الله، واعلم أن كل راع مسئول عن رعيته، وكل مؤتمن مسئول عن أمانته، والمحسن إن أخطأ بالإحسان ممن أحسن إليه، فاعتصم بما تعرف من أمر الله، ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله.

فأجزاهم عمر، وقال: هداكما الله عز وجل، وأعانكما، وصحبكما، عليكما بتقوى الله في أمركما كله، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.

قال: و وعظ زياد بن حنظلة عمر رضي الله عنه، فقال: يا أمير المؤمنين، احذر ممن إن أكرمته أهانك، وإن أهنته أكرمك.

قال عمر: من هذا؟ قال: جسدك، إن أنت تابعت بطنك وبشرك فيما يريدان منك فضحاك وأهاناك في الدنيا والآخرة، وإن أنت أهنتهما وعصيتهما وقويت عليهما وأتياك في الدنيا و أنجياك في الآخرة.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!