الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


وصية عليّ بن عبيد للمأمون في الحسد

داو الحسد إذا وجدت حسّه بقمعه بالتوبيخ وصغّر قدر من عرفته به، فإنه لا يدفع النعمة عن المحسود ولا تصل إليك ولو زالت عنه. وعلى كل مخلوق نعمة وإن خفيت عليك، و النّعم أنواع وضروب، ما يبلي الله في النفس من السلامة ويهب من العافية في الجوارح أفضل من عرض الدنيا، وربّ حاسد لمن هو في أعظم من نعمته التي حسده عليها، فلو شغل بشكر ما أعطى كان أجدى عليه في المزيد. وفي الحسد اثنتان: كمد يثلم القلب و كدر يحدث في العيش. ورأيت البغي من جهل المعرفة لسرعة نصر الله لمن بغى عليه، و هو من فروع الحسد. وإياك أن تضيفه قلبك ليلة أو تقيم له يوما واحدا، فإن صرعة صاحبه لا تقال، وكاد يكون بمعزل من حفظ الله وغير مصاحب بالصّنع.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!