الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


حكم منثورة

أفضل الأعمال ما أثّل مجدا، وأجمل الطلب ما حصّل حمدا. شرّ العمل ما هدم فخرا، وشر الطلب ما قبح ذكرا. الحليم من لم يكن حلمه لفقد النصرة وعدم القدرة، والجواد من لم يكن جوده لدفع الأعداء وطلب الجزاء، والشجاع من لم تكن شجاعته لفوت الفرار و فقد الأنصار، والصّموت من لم يكن صمته لكلة لسانه وقلة بيانه، والمنصف من لم يكن إنصافه لضعف يده وقوة خصمه، والمحبّ من لم تكن محبته لبذل معونة أو حذف مئونة. من خان أخاه زهد في أخوّته، ومن أعان عليه خرج من مروءته.

و روينا من حديث ابن ثابت قال: انا أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزق البزّار، و أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل، نبأ إسماعيل بن محمد الصفّار، نبأ أبو يحيى بن أسد المروزي، نبأ معروف الكرخي قال:

قال بكر بن حبيش: إن في جهنم لواد تتعوّذ جهنم من ذلك الوادي كل يوم سبع مرات، وإن في الوادي لجبّا يتعوذ الوادي وجهنم من ذلك الجب كل يوم سبع مرات، وإن في الجب لحية يتعوّذ الجب والوادي وجهنم من تلك الحية كل يوم سبع مرات. يبدأ بفسقة حملة القرآن فيقولون: أي ربّ، بدئ بنا قبل عبدة الأوثان؟ فيقال لهم: ليس من يعلم كمن ل يعلم.

وروين من حديثه أيضا، عن ابن رزق قال: حدثنا أبو محمد بن جعفر محمد بن نصر الخلدي، حدثني إبراهيم بن نصر المنصوري مولى منصور بن المهدي، حدثني إبراهيم بن بشار الصوفي الخراساني خادم إبراهيم بن أدهم قال:

وقف رجل مرة على إبراهيم بن أدهم فقال: يا أبا إسحاق، لم حجبت القلوب عن الله عز وجل؟ فقال: لأنها أحبّت ما أبغض الله، أحبت الدنيا، ومالت إلى دار الغرور واللهو و اللعب، وتركت العمل لدار فيها حياة الأبد، في نعيم لا يزول ولا ينفد، خالد مخلّدا، في ملك لا نفاذ له ولا انقطاع.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!