الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومن فصيح كلام العرب في هذا الباب

رويناه من حديثه، قال: نبأ إسماعيل بن أحمد بن معاوية بن بكر الباهلي، قال: نبأ أبي، عن الأصمعي، قال: سمعت أعرابيا يقول: ما بقاء عمر تقطعه الساعات، وسلامة بدن معرّض للآفات. ولقد عجبت للمؤمن كيف يكره الموت وهو سبيله إلى الثواب. ولا أرى أحد منّا إلا سيدركه الموت، وهو عنه آبق.

قال: و أنشدني أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي عبد الرحمن القطوي لأبيه:

يأمل المرء أبعد الآمال وهو رهن لأقرب الآجال

لو رأى المرء رأي عينيه يوما كيف صول الآجال بالآمال

لتناهى وقصّر الخطو في الله‍ وو لم يغترر بدار الزّوال

قال الحسن بن الحسن البصري: ما أطال أحد الأمل إلا ساء العمل. رويناه من حديث الحميدي، عن الحسن بن محمد بن إبراهيم الحناي، عن محمد بن أبي الحديد، عن أبي بكر محمد بن جعفر، عن إبراهيم بن الجنيد، عن بشر بن آدم، عن الفضل بن عياض، عن هشام، عن الحسن. ه‍.

روينا من حديث الواسطي، نبأ عيسى، نبأ علي، نبأ محمد بن إبراهيم، نبأ محمد بن النعمان، نب سليمان بن عبد الرحمن، نبأ أبو عبد الملك الجزري، قال: إذا كانت الدنيا في بلاء و قحط كان الشام في رخاء وعافية، وإذا كان الشام في بلاء وقحط كانت فلسطين في رخاء وعافية، وإذا كانت فلسطين في بلاء وقحط كان بيت المقدس في رخاء وعافية.

وقال: الشام مباركة، وفلسطين مقدسة، وبيت المقدس قدس القدس.

ولقد روي عن يزيد الرقاشي أنه قال: من أراد أن يشرب ماء في جوف الليل فليقل:

ي ماء، ماء بيت المقدس يقرئك السلام، فإنه أمان بإذن الله تعالى. حدثني بذلك غير واحد، عن قاسم بن علي الشافعي، عن أبي القاسم السوسي، عن أبي بكر، عن إبراهيم بن يونس، عن أبي محمد محمد بن عبد العزيز النصيبيّ، عن أبي بكر محمد بن أحمد بن الخطيب، عن أبي عبد الله، عن ابن جعفر، عن محمد بن إبراهيم، عن ابن النعمان، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن ضرلة وأبي عبد الملك، كلاهما عن يزيد الرقاشي.

وبه إلى إبراهيم قال: نبأ محمد بن سليمان بن الحويشي، عن بكر بن جنيش قال:

كان سليمان بن داود إذا دخل بيت المقدس، يعني المسجد، وهو ملك الأرض، يقلب بصره، يطلب مجالس المساكين من العمي والخرس والجذمى، فيدع مجالس الناس وينطلق، فيجلس في جملة المساكين تواضعا، لا يرفع طرفه إلى السماء. ثم يقول: إذا سئل عن ذلك مسكين جلس إلى المساكين.

روينا من حديث الرملي قال: نبأ محمد بن نعمان، نبأ سليمان بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الملك، عن غالب عن عبد الله بن الأعرج، عن كعب قال:

لا تقوم الساعة حتى يزول البيت الحرام، وبيت المقدس، فينقادان إلى الجنة جميعا، وفيهم أهلوهما، والعرض والحساب ببيت المقدس.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!