كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار
للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
خبر الرجفة التي كانت ببيت المقدس
روينا من حديث ابن الواسطي قال: نبأ عمر قال: نبأ أبي قال: نبأ الوليد بن حماد الرملي قال: نبأ أبو عمير عيسى بن محمد قال: نبأ ضمرة، عن رستم فارسي، قال الرملي: وثنا عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن منصور بن ثابت قال: نبأ أبي، عن أبيه، عن جدّه:
إن أب عثمان الأنصاري كان يحيي الليل بعد انصرافه من القيام في رمضان على البلاطة السوداء. قال: فبينما هو قائم في الصلاة إذ سمع صوت الهزة في المدينة، وصراخ الناس واستغاثتهم.
وكانت ليلة قارّة مظلمة كثيرة الأمطار والرياح. قال: فسمعت قائلا يقول: أسمع صوته ول أرى شخصه، ارفعوها رويدا بسم الله، فقلعت القبة حتى تبدّى لنا بياض السماء وأصاب وجهه رش المطر، حتى أذّن رستم السادن الفارسي، فسمع قائلا يقول: ردّوها رويدا بسم الله، سوّوها عدّلوها، سوّوها عدّلوها، فردّت القبة على حكاية ما كانت. فقال لرستم لما فتح الباب عليه: اذهب فجئني بخبر أهلي حتى أنبئك بعجيب. فأخبره بخبر أهله أن قد أصيب قوم وسلم قوم، فأخبرني، فقال له:
سمع قائلا يقول: ارفعوها رويدا بسم الله، قلعة القبة قلعا، حتى بدا لنا بياض السماء، أصاب وجهي رشّ المطر حتى أذّنت، فلما أذّنت سمعت قائلا يقول حين أذّنت:
رويد بسم الله، سوّوها عدّلوها، حتى أعيدت على حالها.