الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ابن المقنع

خير الأدب ما حصل لك ثمره، وظهر عليك أثره. من تعزز بالله لم يذلّه سلطانه، ومن توكّل عليه لم يضرّه إنسان. ليكن من حقك إلى الحق، ومنزعك إلى الصدق، فالحق أقوى معين، والصدق أفضل قرين. من لم يرحم منعه الله من رحمته، ومن استطال بسلطانه سلبه الله قدرته. إن العدل ميزان الله وضعه للحق، ونصبه للخلق، فلا تخالفه في ميزانه، ولا تعارضه في سلطانه، واستعن على العدل بخلّتين:

قلّة الطمع، وشدّة الورع. من طال كلامه شتم، ومن قلّ احترامه شتم. باطل ما يقوم حق، و كذوب ما لا ينتصف منه صدق. لا تحاجّ من يذهلك خوفه، ويملكك سيفه، فربّ حجة تأتي على مهجة، وفرصة تؤدي إلى غصّة. وإياك واللجاج فإنه يوعر القلوب، وينتج الحروب.

عيّ تسلم به خير من نطق تندم عليه، فاقتصر من الكلام ما يقيم حجتك، ويبلغك حاجتك، وإياك و فضوله فإنها تزلّ القدم، وتورث الندم، عيّ يزري بك خير من براعة تأتي عليك.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!