الفتوحات المكية

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ومن باب الحياء من الله تعالى والتصديق

م رويناه من حديث الخرائطي قال: حدثنا علي بن حرب، نبأ محمد بن فضيل، نبأ عمارة بن القعقاع، عن أبي ذرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة قال: قال رجل: يا رسول الله، أي الصداقة أفضل وأعظم أجرا؟ قال: «إن تتصدق وأنت صحيح شحيح، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تهمل، حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا، وقد كان لفلان كذا» .

أنشدن إسماعيل، أنشدنا محمد بن يوسف، أنشدنا محمد بن جعفر، سمعت محمد بن يزيد المبرّد ينشد:

أمهد لنفسك في الحياة فإنما يبقى أغناك لمصلح أو مفسد

فإذا جمعت لمفسد لم يبقه وأخو الفلاح قليله يتزيّد

ومن حديثه عن علي بن حرب، عن خالد بن يزيد العدوي بمكة، عن إسماعيل بن إبراهيم بن أبي حبيبة الاشبلي، عن مسلم بن أبي مريم، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر والناس حوله، وأنا في حجرتي، سمعته يقول:

«استحيو من الله حق الحياء» ، حتى ردّدها مرارا. فقال رجل: إنا لنستحي من الله يا رسول الله. قال: «من كان يستحي من الله فليحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، و ليذكر القبور والبلى» . فما زال يردد ذلك حتى سمعتهم يبكون حول المنبر.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!